في مباريات كرة القدم دائما تصدح أصوات المشجعين بالمدرجات، فيما يصرخ اللاعبون على البساط الأخضر بحماس لحث زملائهم على اللعب بجدية من أجل الفوز، لكن كل ذلك كان غائبا عن مباراة جرت في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. ولم يسمع في تلك المباراة سوى أصوات بعض المشجعين الذين لا يسمعهم بالأصل لاعبو الفريقين أو حتى الحكم ومساعده لأنهم جميعا من الصم. وفي المباراة التي تثير للوهلة الأولى استغراب من يحضرها، وجرت ضمن مشروع أشرفت عليه أحدى المؤسسات المهتمة بالمعاقين في محاولة منها لدمجهم في المجتمع، استخدم الحكم ومساعده الرايات بديلا عن الصافرة التي لا يسمعها اللاعبون. ويقول ابراهيم الكسيح، وهو أحد المشرفين على المباراة في نادي (البسمة) للمعاقين في غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الهدف من فكرة إنشاء هذا الفريق "هو القول بأن هؤلاء أناس يحبون الحياة". وأضاف الكسيح أن فريق الصم خاض أخيرا مباراة مع أحدى الفرق الرياضية الأخرى في غزة وتغلب عليها. وحول طريقة اللعب التي ينتهجها الصم داخل الملعب، يقول جهاد سالم المشرف في نادي البسمة للمعاقين ل(شينخوا) " إذا كان هناك خطأ داخل الملعب يرفع الحكم الراية بطريقة يفهمها اللاعبون الصم، وبناء على ذلك يتم اللعب". ويضيف سالم " في اليوم الذي تكون فيه هناك مباراة لكرة القدم لفريق الصم نجد العديد من الفرق الرياضية الأخرى من الأصحاء متواجدة داخل الملعب وتنظر باستغراب لطريقة اللعب ". وتابع " في الماضي كان الجميع ينظر إلى اللاعبين الصم باستهزاء، لكن الأمر اختلف بالنسبة لهم فالجميع ينظر إليهم الآن بشكل آخر". ويقدر المسؤولون وجود نحو 25 ألف أصم وضعيف السمع في قطاع غزة، وذلك وفق إحصائيات غير رسمية، وغالبية هؤلاء لا يتلقون خدمات دعم متخصصة. ويعزو هؤلاء النسبة المرتفعة لهذه الحالات إلى الوراثة نتيجة انتشار زواج الأقارب، إلى جانب قلة الموارد والأدوية وكذلك اللقاحات وعدم وجود العدد الكافي من الأطباء مقارنة بعدد المرضى فضلا عن تواصل أعمال العنف منذ سنوات. ويقول أسامة رجب، وهو مدرب فريق الصم الذي تحدث ل(شينخوا) بلغة الإشارة وترجمها المشرف إبراهيم الكسيح، "نحن نطمح بأن يصبح لنا اتحاد للصم لكي نندمج مع الأصحاء ونستطيع من بعدها المشاركة في المباريات الدولية".