البليدة ـ واج
استعادت ساحة أول تشرين الثاني 1954 المعروفة محليا لدى سكان مدينة البليدة ب"ساحة التوت" بريقها بعد أشغال التهيئة و الترميم و التجديد الذي خضعت لها مؤخرا.
وقد اكتسى الكشك المتوسط للساحة العمومية و الذي يعود تاريخ انجازه لسنة 1910 أثناء فترة الاحتلال الفرنسي مظهرا و رونقا جديدا استحسنه الكثير من المواطنين سيما منهم المسنون الذين لا طالما حز في نفسهم رؤية هذا المعلم الأثري في وضعية متدهورة بعدما أصبح الحوض المائي الذي يحيط به مصبا لمختلف النفايات القاذورات ومرتعا للحشرات.
فبالرغم من الصعوبات التي لاقت في أول الأمر فريق العمل -الذي سهر على انجاز أشغال التهيئة في وقت قياسي- من طرف المواطنين بين رافض و مؤيد لها إلا أن هذا الأخير تمكن و بعد أن شارفت الأشغال على الانتهاء من نيل استحسان المواطنين و شكرهم على العمل المنجز.
وتضمنت هذه الأشغال، حسب ما ذكرته لوأج المكلفة بالمشروع السيدة غريس ايمان من مؤسسة تنمية و ترقية و صيانة المساحات الخضراء ببلدية البليدة في تهيئة الكشك و كذا الحوض المائي
واستبدال هذا الأخير بمساحة تم بها غرس مختلف النباتات التزيينية و العشب يتم سقيها وفق نظام مدروس للمحافظة على هذه المساحة الخضراء.
كما تضمنت الأشغال أيضا ترميم الجدار السفلي للكشك الذي كان يعاني من تشققات و تزيينه بقطع خزفية ذات طابع أندلسي للمحافظة على الشكل العام للمعلم شارفت الأشغال بها على الانتهاء.
و لإضفاء طابع جمالي على المكان الذي يقصده المواطنون خاصة في فصل الصيف لتناول مختلف المثلجات فقد تم غرس أشجار توت أخرى على محيط كافة الساحة إلى جانب اعتماد الإنارة العمومية لتضيء الكشك ليلا.
و للحفاظ على هذا المعلم التاريخي الذي يحظى بمكانة خاصة لدى قلوب البليدين فقد جندت البلدية أعوان حراسة سيهتمون بصيانة و حماية المعلم من تصرفات بعض الأطفال و المشينين بالبيئة يقول رئيس البليدة السيد بن شرشالي.
يذكر أن الكشك المتوسط لساحة "التوت" و الذي يضم بداخلة نخلة باسقة كان مسرحا لاحتفالات عيد الورود الذي دأبت على إحيائه فرنسا منذ سنة 1875 في شهر مايو حسب الذاكرة الحية لمدينة البليدة السيد يوسف أوراغي.
و تعني كلمة ساحة التوت باللغة الفرنسية (toutes) ساحة تضم كافة المصالح من مقر للبلدية و حمام و مختلف المصالح الإدارية و مقاهي و كان قد شيد الكشك لأول مرة من الصلب سنة 1910 من طرف رئيس البلدية آنذاك السيد "برار" بعدما كان يستبدل الخشب المصنوع به كل سنة عشية الاحتفال بعيد الورود السنوي.
كما تم خلال سنة 1986 استبدال أشجار البلاطان المتواجدة بمحيط ساحة التوت بأشجار التوت ليخضع بعدها الكشك سنة 2000 إلى عملية تهيئة و توسيع للحوض المحيط به.