قال فريق دولي من الباحثين إن الزراعة المكثفة تقلص عدد الكائنات الحية الدقيقة في التربة بشكل هائل بما يعنيه ذلك من آثار واسعة على درجة خصوبة التربة. وحسب الدراسة فإن البكتيريا والفطريات والديدان الموجودة في التربة تؤثر على مدى بقاء العناصر الغذائية في التربة مثل النتروجين أو الكربون أو انبعاثها في الهواء. ذلك أوصى الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها اليوم الاثنين في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم بضرورة أخذ هذه الكائنات في الاعتبار عند وضع نماذج لدورة العناصر الغذائية في التربة. وجمع فريق الباحثين الدوليين تحت إشراف فرانسيسكا دي فيريز من جامعة لانكاستر البريطانية عينات من التربة أخذت من خمس مناطق مختلفة من كل من السويد وبريطانيا والتشيك واليونان. وأخذت هذه العينات من تربة عشبية وتربة مزروعة بمحاصيل زراعية مكثفة وتربة مستغلة في المراعي بشكل واسع ثم فحصوا هذه العينات بحثا عن الكائنات الدقيقة بها وعن العناصر الغذائية مثل مركبات النتروجين أو مركبات الكربون،كما قاسوا نسبة الغازات المنبعثة من كل من هذه الأنواع من التربة مثل غاز الميثان أو غاز ثاني أكسيد الكربون. وتبين للباحثين أنه وبشكل عام فإن حجم الكتلة الحيوية في التربة انخفض بشكل متزايد كلما كانت الزراعة فيها أكثر كثافة بالإضافة إلى أن مدى كثافة الكائنات الدقيقة في التربة يتوقف على مدى توفر العناصر الغذائية في التربة حيث ارتفعت نسبة انبعاث أكسيد النتروجين من التربة كلما ازدادت نسبة الكائنات وحيدة الخلية،كما تبين وجود علاقة طردية بين الديدان الأرضية وكمية الكربون الموجودة في التربة. وأوضح العلماء أن البكتيريا تعمل بشكل عام على انبعاث الكثير من مركبات النتروجين والكربون في الغلاف الجوي في حين أن الفطريات تحتفظ بالعناصر الغذائية.