حملة الأزرق الكبير

احتفلت جمعية "حملة الارزق الكبير" بيوم المحيطات العالمي، الذي يصادف في الثامن من حزيران، بإقامة نشاط برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي قبالة صخرة الروشة، حيث قام رئيس جمعية "امش معنا" الناشط مايكل حداد الذي يحمل لقب "مواطن الازرق الكبير" بتحدي إعاقته الجسدية، فتسلق صخرة الروشة ليوصل رسالته بأن "لبنان يتميز بأجمل طبيعة ويجب ان نحافظ عليه، وان كل لبناني يمكنه ان يكون مواطن الازرق الكبير، اي مواطن خفير".
حضر الحفل ممثل وزير البيئة جورج عقل، سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست، النائب غسان مخيبر، ممثل قائد الجيش قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز، رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس بلال حمد وممثلون عن جمعيات بيئية وعن المجتمع المدني وحشد كبير من المواطنين، وقد أشرفت فرق من فوج مغاوير الجيش على حماية حداد عند تسلقه الصخرة.
بعد النشيد الوطني، ألقى عضو "حملة الازرق الكبير" رئيس جمعية "شعاع البيئة" سليم خليفة كلمة حيا فيها حداد "الذي تحدى إعاقته الجسدية وأكد الارادة القوية والصلبة مهما اشتدت الازمات".
عقل
ثم تحدث عقل، فقال "ان شاطئ لبنان غني بأحيائه البحرية والساحلية، وعلى الرغم من صغر حجمه، يعتبر لبنان من الدول التي تحتوي على أكبر تنوع نباتي في حوض البحر الابيض المتوسط، 13% منها نباتات بحرية، كما هناك اكثر من 5000 نوع من الحيوانات 38% منها بحرية، و500 نوع من الاسماك التجارية الهامة وأكثر من 1250 نوعا من العوالق الاولية والثانوية الانتاج، بالاضافة الى قعر رملي ومرجاني ومروج اعشاب بحرية وشعاب ووديان بحرية عميقة وأكثر من ثمانية انواع من الحيتان والدلافين و57 نوعا من اسماك القرش. اما موقع صخرة الروشة، فهو موئل للفقمة الناسك التي اصبحت منقرضة من أماكن كثيرة عبر المتوسط. لذا علينا حماية البيئة البحرية، فهي ثروتنا، وهي عامود اقتصادنا، ان التحدي هو خير دليل على حبنا للوطن، وتحدي مايكل حداد هو مثال على ذلك".
أضاف "مواطن الازرق الكبير، مفهوم جديد قديم. يحفزنا على التفكير بالبيئة وكيف يندمج الانسان مع الطبيعة، يحافظ عليها وتمده بالخيرات، فيصل الى درجة من الوعي لا يعود معها بحاجة الى شرطي، انما يكون هو مواطن خفير".
وختم عقل: "نحيي مشروع مواطن الازرق الكبير، ونحيي أول قافلة من مواطني الازرق الكبير الذين يمثلهم اليوم مايكل حداد، وندعو الى ان يكون كل مواطن خفير.
حمد
وكانت كلمة لحمد اعتبر فيها أن "صخرة الروشة، رمز بيروت وشعارها، وقفت شامخة في وجه الأعاصير وأعتى الأمواج، متحدية الزمن، راسمة وجه الإرادة الصلبة. فالإرادة الصلبة والتصميم عنوانان يصفان المستحيل، وكل الصعاب يمكن أن تذلل إذا تحلى الإنسان بقوتي الإيمان والإرادة، والذي نحن بصدده اليوم إنما هو ترجمة فعلية للقدرة على الوصول الى الهدف عندما نريد ذلك بإصرار وصبر. قد يعتبر البعض اننا أمام شاب معوق، لكن الواقع يثبت ان مايكل حداد قادر على فعل ما لا يستطيع القيام به المدعون القائلون بأن الإعاقة تمنع المعوق من أن يكون عنصرا فعالا كسائر أبناء المجتمع. لقد أحسن القانون اللبناني، متجاوبا في هذا الإطار مع القوانين الغربية المتقدمة، عندما اعتبر ان المعوق فرد كسائر أفراد المجتمع، فاعل فيه وله كامل الحقوق. لقد علمنا اليوم مايكل حداد درسا لن ننساه".
وتطرق الى الواجهة البحرية لمدينة بيروت، فقال "ان هذه القضية عمرها عشرات السنين وبلدية بيروت تسعى جاهدة أن يبقى لمدينة بيروت منفذ على البحر، بالتنسيق مع أصحاب الأملاك الخاصة، وهذه الأمور نعمل عليها كبلدية بيروت".
مخيبر
من جهته أعرب مخيبر عن سعادته بالتمتع بمشهد "له دلالتان، الأولى هي العمل الرائع الذي يقوم به مايكل حداد اليوم والذي يجسد مقولة ان يحول الإنسان إعاقته الى طاقة، وهي علامة لما يتوجب علينا أن نقوم به، والدولة بكل أجهزتها مقصرة بجعل القانون 220 للمعوقين نافذا. والدلالة الثانية هي ان اليوم هو يوم البحار، والمحميات المنظمة تذكر بالمأساة التي يعيشها اللبنانيين بحقهم للوصول الى البحر، البحر الذي يلوث ويصب بالباطون، لاسيما المناطق المحاذية للشاطىء ومنها دالية بيروت والرملة البيضاء، وأنا أضم صوتي لصوت رئيس البلدية بأن نتحدث مع المحافظ وحتى مع أصحاب الملك، لأن هذا الملك الذي يعود الى عشرات السنين يتمتع به أهالي بيروت وأهالي لبنان، يجب أن يستمر ولا بد من حل ما قبل أن تتحول الصخرة المحاذية لصخرة الروشة التي كانت تحتضنها وتجملها، الى ساحة باطون تشوه المدينة. وسنعمل ما هو ضروري لحماية الدالية وشاطئ بيروت في الرملة البيضاء وكل الأماكن التي يتم الإعتداء عليها".
وختم مخيبر شاكرا جهود فوج المغاوير وكل الجمعيات التي أسهمت في هذا العمل.