إنه جهاز رائع ويوفر الحماية للعين والرئة، هذا الجهاز يحمي الأنهار الجليدية من الذوبان كما يحافظ على الغابات، هذا الجهاز المعجز هو موقد للطهي.وقالت منظمة التحالف العالمي من أجل مواقد طهي نظيفة إن المواقد الطينية التي ينتج من استخدامها أدخنة في الدول النامية تعد مشكلة صحية تؤثر على المرأة على نحو غير مناسب.ففي كثير من المجتمعات التقليدية مازالت عملية الطهي وجمع الوقود من مسؤوليات المرأة. وما ينتج من هذه المواقد من أدخنة سوداء يتسبب في تدمير صحة الملايين سنويا. وثبت مؤخرا أن هذه الأدخنة السوداء المنبعثة من المواقد تفضي إلى احترار الغلاف الجوي فضلا عن الإسهام في تراجع الأنهار الجليدية.حيث تنتقل جسيمات السخام الناتج من إشعال النيران في الهواء الطلق إلى الجبال وتعلق بالجليد الأبيض الناصع ما يجعلها سوداء وأكثر عرضة لامتصاص الحرارة من الشمس.وتوصل بحث حديث إلى أن السخام الناتج من الثورة الصناعية في أوروبا قد يؤدي إلى تقليص الأنهار الجليدية في جبال الألب.ويحدث الشئ نفسه حاليا في جبال الهيمالايا حيث تمد الأنهار الجليدية عشرات الملايين من الأشخاص بالمياه الناتجة من ذوبان الجليد التي تحافظ على تدفق مياه الأنهار خلال موسم الجفاف.ويبرز علاج كلا المشكلتين في موقد الطهي الجديد الذي يقلل الأدخنة بنسبة 80 بالمئة، كما يحتاج إلى نصف وقود الحطب المستخدم وهو ما يقلل التأثير على الغابات ويوفر الوقت. وشاهدنا هذه الموقد الصغير المعجزة في تاندا الواقعة في ولاية أوتار براديش في شمال الهند، وهو عبارة عن اسطوانتين من معدن الصلب المقاوم للصدأ، ويجري السيطرة على حرارته بمنتهى الدقة من خلال مروحة أسفل الموقد تعمل بالبطارية.واشترى أحد أصحاب المتاجر المحليين الموقد لبناته الأربع الذين يطهون به للأسرة. قالت إحداهن وتدعى سونالي موريا إنهم سعداء للغايةلان أحيانا ما كان يتسبب موقد الطين القديم في حدوث سخونة غير مرغوبة في المطبخ وتحويل أوعية الطهي إلى أوعية سوداء اللون كما يتسبب في إصابة شقيقاتها بالسعال.وتبلغ تكلفة الموقد الذي صممه معهد تيري للأبحاث في دلهي نحو 40 جنيه استرليني بموجب برنامج يدعمه مساعدات من دافعي الضرائب البريطانيين. وتهدف المهمة إلى انتاج نماذج شبيهة يستفيد منها نحو 2.5 مليار شخص في شتى أرجاء العالم يعتمدون حاليا على مواقد الطين.وقد يساعد ترابط الأنهار الجليدية في جمع الاموال اللازمة، كما تبذل الحكومات الغربية جهودا كبيرة في خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون الذي تسبب في احترار الكوكب.سلكنا طريقا صخريا لزيارة نهر باتال الجليدي الواقع في شمال غرب تاندا للوقوف على كيفية انكماش الجليد، وكان تأثير الدخان الأسود ضئيلا للغاية بحيث أنه لا يرى للعين.وثمة عدم تأكد كبير بشأن حجم الضرر الذي ينتج من تغير المناخ ومن الدخان الأسود.غير أن التقرير الأخير الصادر من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هذا الأسبوع سيقدم مجموعة من الأدلة تشير إلى ان الدخان الناتج من المواقد ومحركات السولار وحرق المحاصيل تؤدي بالفعل إلى احترار الأنهار الجليدية.وتهدف منظمة التحالف العالمي من أجل مواقد طهي نظيف إلى إلزام الولايات المتحدة والدول النامية من منطلق المصلحة المشتركة بتعزيز استخدام مواقد طهي نظيفة، غير أن التقدم المحرز يسير بخطى بطيئة.وعلى النقيض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤدي إلى احترار الكوكب وتراجع الأنهار الجليدية، يمثل الكربون الأسود مشكلة قابلة للاحتواء، مع توافر حل واضح نسبيا إذا توافرت الإرادة لذلك.