لطالما ظلت الولايات المتحدة والصين، أكبر دولتين في العالم من حيث الانبعاثات الكربونية، على خلاف لسنوات بشأن أي معاهدة دولية من شأنها فرض قيود على الانبعاثات وخفضها. إلا أن المبعوث الأميركى لمحادثات المناخ التي تبدأ اليوم الاثنين في وارسو يقول إن تجمع العام الحالي يمثل “فرصة تاريخية” نظراً لأن واشنطن بدأت العمل عن كثب مع بكين في هذه القضية. وقال تود سترن إن هذا العام مختلف نظراً “لأننا جميعاً في هذه المفاوضات بدلاً من عقلية نحن وهم.. نهدف لتحقيق تقدم”. وتجرى الاستعدادات لقمة المناخ في الوقت الذي تجلي فيه الفلبين 718 ألف نسمة إلى مناطق آمنة نتيجة أقوى إعصار تشهده على مدى ثلاثة عقود وهو إعصار هايان. ولم تغب المفارقة عن نشطاء البيئة، الذين يشيرون إلى أن علماء المناخ ربطوا ما بين الأعداد المتزايدة للأعاصير والعواصف العاتية وما بين ارتفاع درجة حرارة الأرض. وقالت آن بيترمان، مديرة منظمة “المشروع العالمي للعدالة البيئية” (جلوبال جستيس إيكولوجي بروجكت) إن “هذه العاصفة يجب أن تكون صيحة تنبيه لمفاوضي الأمم المتحدة في وارسو فيما يتعلق بالآثار الملموسة لعقود من تراخيهم عن التحرك”. وجاء معظم التعاون الأميركي الصيني الذي تحقق بالفعل هذا العام بعد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينج لواشنطن في يونيو الماضي حيث اتفق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التعاون بشأن خفض بعض الانبعاثات الكربونية المسببة للاحتباس الحرارى التي ينحى باللائمة عليها في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وفقاً لسترن. وقال سترن إن خمس مجموعات عمل أميركية صينية مختلفة شكلت بشأن تجميع الكربون وكفاءة الطاقة وانبعاثات المركبات الثقيلة ومراقبة واستخدم وتخزين الطاقة البديلة. وأضاف: “أعتقد أننا لا نتشاحن.. الصين تبلي بلاء حسناً لتطوير أنواع وقود منخفض الكربون وطاقة متجددة. أنا متفائل بالاحتمالات”. وتنتج الصين 23,5% من الانبعاثات العالمية بينما تنتج الولايات المتحدة 18,3% وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.