دعت خبيرة بالأمم المتحدة الجمعة حكومات العالم إلى تقديم التزامات مالية ملموسة للتصدي للآثار السلبية لتغير المناخ. وتأتي دعوة خبيرة الأمم المتحدة المستقلة المعنية بحقوق الإنسان والتضامن الدولي فرجينيا دندن في وقت يترقب فيه المتجمع الدولي اجتماعا يعقد في العاصمة وارسو بمشاركة أكثر من 190 دولة في مسعى لدفع الجهود المبذولة نحو التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن المناخ. وقالت الخبيرة الأممية في بيان إن "قادة العالم لديهم فرصة حاسمة في وارسو لتأمين أسس وضع إطار قوي ونزيه وطموح للتعامل مع مشكلة الآثار السلبية للتغيرات المناخية". وحذرت دندن من "قصر الوقت" في ظل العواقب الكبيرة لمخاطر تتعلق "بأن تصبح هذه المفاوضات ساحة لتسجيل مصالح ذاتية في مجالات سياسية واقتصادية ما يستوجب على الوزراء إجراء محادثات لتوضيح الموارد المحتملة لتمويل الخطوات الواجب إتباعها لمواجهة تداعيات التغيرات السلبية للمناخ". وأكدت "أن وارسو هي لحظة للتعاون الحقيقي بين الدول لوضع ضمانات للتقليل من الآثار السلبية لتغير المناخ على حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الشعوب لاسيما في الدول الأكثر ضعفا". وأشارت إلى أن تقريرا صدر مؤخرا عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ سلط الضوء على خطورة تغير المناخ في كل بلد "ما يعني أن العالم ينتظر الآن خارطة طريق واضحة تقوم على التزامات شجاعة نحو التوصل إلى اتفاق مناخ ملزم قانونا لجميع الدول بحلول 2015". ورأت أن "التضامن الدولي يمكن أن يساعد على ضمان الالتزامات القائمة على الإنصاف والمسؤوليات المشتركة التي تتطلب إطارا عادلا وشاملا من الالتزامات تتقاسم فيها الدول المتقدمة والنامية على حد سواء". وشددت الخبيرة الأممية على ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر جرأة وواقعية لاسيما فيما يتعلق بتنفيذ صندوق المناخ الأخضر ومعالجة الخسائر والأضرار التي لحقت بالأكثر ضعفا "ما يتطلب أيضا التزام القادة بالعمل معا في تضامن حقيقي وعميق".