دعت لجنة حماية الحياة الفطرية في الجمعية الكويتية لحماية البيئة الى الاستفادة من البرك المائية والخباري الناتجة عن موسم الامطار من خلال وضع خطة تنموية واستراتيجية للتعامل الامثل خلال المواسم المطيرة. وقالت اللجنة في بيان صحافي اليوم ان الكويت شهدت مواسم امطار غزيرة ادت الى تكون البرك والخباري وتعرضت خلال تاريخها الى العديد من مواسم السيول الجارفة داعية الى منها كما تفعل الدول المجاورة من خلال ادارة جيدة لها. وقالت ان منظومة ادارة مياه السيول تتكون من ثلاث لبنات اولاها اعداد خرائط تفصيلية لاحواض التصريف باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية مع دراسة خصائص تلك الاحواض وطبيعة التربة وحالة الغطاء النباتي. وذكرت ان اللبنة الثانية تعمل على تقدير كميات السيول المتوقعة في احواض التصريف من سيناريوهات عدة من خلال نماذج رياضية ترتكز على تجارب حقلية وتحليل دقيق لبيانات الامطار في حين تتمثل اللبنة الثالثة في تصميم نظم متطورة لحصاد مياه السيول والامطار مع اعطاء اولوية لحوض وادي الباطن واودية جال الزور واودية الروضتين وام العيش واحواض العبدلي الرتقة. وافادت بانه في عامي 1934 و1954 هطلت امطار غزيرة على البلاد لا تقل كميتها عن 40 مليمترا في عاصفة مطرية واحدة عرفت فيما بعد باعوام (الهدامة) في حين شهدت البلاد في اعوام متفرقة كميات كبيرة نتج عنها سيول مدمرة وسجلت فيها حالات وفاة واصابات عدة. وذكرت ان اهم تلك التلال والحافات الصخرية تلال جال الزور الذي يمثل قرابة 140 مترا فوق سطح البحر وضلع الرخام الذي يبلغ حوالي 100 متر وضلع اللياح بقرابة 100 متر وضلع الاحمدي 137 مترا وتلال الرتقة العبدلي من 80 الى 100 متر وحافات ومدرجات وادي الباطن 220 مترا. واوضحت انه وفقا لبيانات ادارة الارصاد الجوية فقد تراوحت كميات الامطار المسجلة حتى اواخر نوفمبر 2013 ما بين 94 مليمترا في العبدلي و59 مليمترا في مطار الكويت حيث اهدرت كميات هائلة من مياه السيول اما عن طريق البخر او ضياعها فوق السبخات او مياه الخليج العربي. واضافت انه بعد هطول كميات غزيرة من الامطار ما بين 50 الى 90 ملي متر خلال يومين او ثلاثة ايام كما حدث في شهر نوفمبر 2013 واوائل يناير الجاري تتجمع مياه الامطار على شكل بحيرات مؤقتة في معظم ارجاء البيئة البرية في البلاد. وقالت ان المناطق المنتشر فوقها نباتات برية مثل الرمث والعرفج والثندة والعوسج وخصوصا المنخفضات تكون معدلات التسرب الراسي لمياه الامطار فيها اكبر قياسا من المناطق التي اختفى من فوقها الغطاء النباتي حيث ان جذور النباتات البرية التي تصل لاعماق تقارب 150 سنتيمترا من سطح الارض تحسن الخصائص الطبيعية للتربة خصوصا المسامية. واضافت ان تلك النباتات تمثل عائقا لمياه الجريان السطحي حيث تؤدي الى تهدئة سرعة المياه الجارية وتعطي فرصة للتسرب الراسي للمياه في جوف التربة فضلا عن مناطق السبخات التي تمثل حوالي ثمانية في المئة من البلاد. واوضحت ان تلك السبخات تتراكم فوقها الامطار دون ان تتسرب رأسيا في التربة بسبب قرب منسوب المياه الجوفية من سطح الارض باقل من 50 سنتيمترا في معظم الحالات مما يؤدي الى تدهور نوعية مياه الامطار فور هطولها فوق تلك السبخات الغنية بالاملاح. ولفتت الى هدر مياه الامطار الهاطلة فوق المناطق التي تشغلها البحيرات النفطية والمغطاة بالحصر القطرانية المنتشرة في مساحات كبيرة داخل حقول النفط بقرابة 114 كيلومترا مربعا حيث تتراكم الامطار لفترات طويلة دون ان تتسرب رأسيا في التربة بسبب الطبقة الجافة من النفط الخام التي تشكل عائقا امام تسرب مياه الامطار في التربة. وقالت انه من خلال المسوح الحقلية ومناقشة وتحليل الدراسات في هذا الشأن لاتوجد خطط او برامج لاستغلال مياه الامطار وادارة مخاطر السيول في الكويت الا في مواقع محدودة منها منطقة الشعيبة الصناعية. واكدت اهمية تقييم مدى امكانية تصميم وتنفيذ برنامج مستدام لادارة مياه السيول والحد من ظاهرة الانجراف المائي للتربة في البلاد بهدف حفظ وصيانة التربة وتنمية الغطاء النباتي الطبيعي واستثمار مياه الامطار والسيول.