صرح الدكتور حسين العطفي، أمين عام المجلس العربي للمياه ووزير الموارد المائية والري الأسبق، أن متوسط نصيب الفرد من المياه فى العالم العربى من 500 الى 600 متر مكعب في السنة، ويصل في بعض الدول إلى أقل من 200 متر مكعب فيما يبلغ متوسط نصيب الفرد عالميا إلى 4 آلاف متر مكعب سنويًا، مشيرا إلى أن حد الفقر المائى هو ألف متر مكعب للفرد سنويا، وهذا يؤشر بأن المنطقة العربية وشمال أفريقيا دخلت حيز الفقر المائى. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها العطفى لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش المؤتمر الإقليمي الذي يعقد حاليًا بالقاهرة، تحت عنوان "التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، والذي ينظمة المجلس العربي للمياه بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والوكالة الألمانية للتنمية الدولية بحضور خبراء دوليين وممثلين عن كل من مصر والأردن ولبنان، التى ستشهد تطبيق مشروعات تجريبيبة فى هذا الصدد. وأضاف أن اختيار الدول الثلاث (مصر والأردن ولبنان) لتطبيق مشروعات تجربيبية بها للتأقلم على التغيرات المناخية تم على أساس معايير، محددة حيث توفرت بالدول الثلاث أنواع البيئات المختلفة في العالم العربي. وأوضح أن لبنان لديه مرونة أكبر في التعامل مع التغيرات المناخية، بحيث إن الموارد المائية بها متاحة أكثر من غيرها، من حيث الأمطار والثلوج والمياه السطحية والجوفية وتحلية مياه البحر. كما أن الأردن أكثر الدول العربية فقرًا من حيث الموارد المائية وتواجه مزيدًا من الضغوط المائية بسبب التغيرات المناخية،ـ واستقبالها أكثر من مليون لاجىء سورى، مشيرًا إلى أن الأردن يبذل قصارى جهده فى إدارة الطلب على المياه وإعادة معالجة مياه الري والصرف وحقن المياه الجوفية بمياه الأمطار . وحول الأوضاع في مصر، قال دكتور العطفى إن تأثير التغيرات المناخية سوف يؤدى إلى زيادة الطلب على المياه، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستوى سطح البحر واختلاط مياه البحر المالحة بالمياه الجوفية وفقد كثير من مساحات الأراضى الزراعية الخصبة بالدلتا وتهجير سكانها. وقال دكتور العطفي ان استثمار واحد دولار في مجال الموارد المائية يدر عائدًا يصل لاكثر من عشرة دولارات، مشيرًا أن التكلفة التقديرية لمواجهة تحديات المياه و المناخ و الطاقة و الغذاء في المنطقة العربية تقدر بحوالي 75 مليار دولار سنويًا. وقال أمين عام المجلس العربي للمياه ان هذا المؤتمر، الذي يعقد على مدى يومين يعد واحدًا من سلسلة مؤتمرات متتالية سوف تعقد على مدار عام 2014 في الدول الثلاث المعنية بالبرنامج وهي مصر والأردن ولبنان. وأوضح العطفى أن المؤتمر يهدف إلى زيادة الوعي والقدرة لدى صناع القرار فى الدول العربية المشاركة بالبرنامج، حول إجراءات التكيف مع التغيرات المناخية. ويشارك في المؤتمر مجموعة من الخبراء الدوليين فى مجال تغير المناخ، بالإضافة إلى مسئولين من وزارات البيئة والتخطيط والمياه في الدول الثلاث المعنية بالمشروع. يذكر أن برنامج التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو برنامج إقليمي يهدف إلى تطوير قدرات المؤسسات العاملة فى مجال المياه في المنطقة العربية، مما يسمح بتوقعات أدق للتأثيرات المحتملة للتغيرات المناخية على الموارد المائية في المنطقة والتكيف معها. بالإضافة إلى تقديم المشورة فيما يخص السياسات وأبحاث المناخ. ويعمل البرنامج أيضًا على إدخال ابتكارات عدة في مجالات اعادة استخدام المياه فى دلتا النيل، وإدارة تغذية المياه الجوفية باستخدام الادارة المتكاملة للموارد المائية في منطقة بيروت في لبنان وتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في المناطق الزراعية فى منطقة الأزرق في الأردن كمصدر بديل للتمويل للمزارعين. ويضم البرنامج شركاء رئيسيين وهم جامعة الدول العربية كممثل للمجلس الوزاري العربي للمياه ، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ( أكساد) ولجنة الأمم المتحدة الأقتصادية والإجتماعية لغرب آسيا (إسكوا).