في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى مدينة سوتشي الروسية التي تحتضن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط الحالي، أعربت تقارير مختلفة عن القلق من المخاطر التي تهدد البيئة، بسبب مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الروسية استعدادا لهذا الحدث. وتشتهر المنطقة التي تقام فيها الدورة الأولمبية بطبيعتها البكر وبعدها عن صخب المدينة، الأمر الذي دفع كثيرًا من علماء البيئة إلى التحذير من المخاطر المحتملة التي تهدد هذه المنطقة بسبب أعمال البناء والمخالفات البيئة التي ترتكبها الحكومة الروسية، على حد قولهم. وقال سورين غازاريان، الخبير في عالم الحيوان، والعضو في مجموعة تدافع عن حقوق البيئة تعرف بـ "المراقبة البيئية لشمال القوقاز": "لقد وثقنا مجموعة من المخالفات التي ارتكبتها الحكومة الروسية خلال عمليات التحضير لهذا الحدث". وأضاف: "تم التخلص من النفايات بصورة غير قانونية، كما أن عمليات البناء اعترضت مسارات الهجرة لكثير من الحيوانات مثل الدببة، بالإضافة إلى تضييق موارد المياه النظيفة المتاحة للسكان". وتابع: "جميع هذه الأمور أدت إلى تدهور مستوى الحياة الخاص بالمدينة"، وفق ما ذكرت مجلة "تايم" الأميركية. وأوضح غازاريان أن منطقة سوتشي تعد من أكثر مناطق روسيا تنوعًا من حيث أنواع النباتات والحيوانات التي تعيش فيها، مضيفا: "لقد دمرت أجزاء من المناطق الطبيعية في سوتشي بسبب أعمال البناء، بالإضافة إلى مخاطر انزلاق التربة أو انهيار المباني بسبب تلك الأعمال". من جانبه، قال سايمون لويس الذي يدير "فريق بلانيت" وهي جماعة تختص بدراسة تأثير الأحداث الرياضية المختلفة على البيئة: "إن الحفاظ على البيئة خلال التحضير لحدث رياضي شتوي أصعب بكثير من الأحداث الصيفية". وتابع: "أعمال البناء والسفر والضيافة تختلف بشكل كبير بين الصيف والشتاء، كما أن اختيار هذا الموقع لاحتضان الألعاب الأولمبية كان قرارًا سيئًا".