مدني ـ سونا
حققت تجربة زراعة محصول البسلة في الموسم الزراعي 2013م-2014م، بمزرعة د. عصام عمر "التي وقع عليها الاختيار نظراً لخصوبة التربة وهشاشتها" بقرية الشكابة الوحدة بمحلية جنوب الجزيرة حققت إنتاجية بلغت "1980" كيلو جرام للفدان، فيما تراوح طول الإنبات بين 100-120سم. وتعتبر هذه الإنتاجية التي توصل إليها د. جمال الدين الطيب عبد الرحيم، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة أم درمان الإسلامية، اقتصادية بدرجة كبيرة، وتعطي مؤشراَ هاماً لإمكانية فتح الباب أمام الاستثمار في هذا المحصول بإنتاجه وتصديره كأحد البدائل للمحاصيل التقليدية، فضلاً عن إمكانية إنشاء مصنع لتعليب البسلة ما يفتح المجال لزيادة دخل المزارع. وتعتبر البسلة بحسب ما ذكره د. جمال الدين لـ"سونا" من محاصيل الخضر المهمة من حيث القيمة الاقتصادية إنتاجاً، واستيراداً، وتصديراً وكذلك من حيث القيمة الغذائية لما تتميز به من محتوى عالي للبروتين والعناصر الغذائية الأخرى. وللبسلة طعم مميز ونكهة خاصة جعلها تستخدم في التغذية طازجة وجافة، مطبوخة أو كسلطة في كثير من بلاد العالم، إلا أن استخدامها في السودان محدود يأتي فى إطار المناسبات الاجتماعية وذلك لعدم توفرها في الأسواق طازجة أو جافة حيث يعتمد تواجدها على المستورد منها. وفى الآونة الأخيرة ونتيجة لعدم توفر المحصول في الأسواق في أي صورة؛ ونسبة للطلب المتزايد من قبل المستهلكين، اتجهت بعض المصانع إلى استيراد البسلة وتعليبها حيث ساهم ذلك في زيادة سعرها للمستهلك. وتعتبر البسلة من محاصيل الصادر، ويفتح إنتاجها آفاقاً اقتصادية رحبة للسودان، وخياراً استثمارياً للمزارعين في ظل قصر فترة الإنتاج التي تتراوح بين "70-100" يوماً، وقلة تكاليف الإنتاج، وتدني نسبة تعرضها للأمراض والآفات، فضلاً عن توفر الاحتياجات البيئية والمناخية في السودان. ورغم ذلك كله إلا أن المحصول غير معروف للمزارعين، ويفتقر لتوفر الحزم التقنية المطلوبة لإنتاجه بمناطق الزراعة في السودان. ويهدف برنامج بحوث البسلة بحسب د. جمال الدين الطيب، إلي تحديد أنسب مواعيد للزراعة، والمسافة بين النبات لتحقيق إنتاجية عالية ذات جودة.