القاهرة ـ يو بي آي
استعرضت وكالة "يونايتد بريس إنترناشيونال" المعروفة بـ"يو بي آي" جهود مصر لوقف السد الأثيوبي، مشيرة إلى أن الحكومات المتعاقبة في مصر منذ الرئيس المعزول حسني مبارك دأبت على التهديدات العسكرية. تقول الوكالة الأميركية: رغم الاضطرابات السياسية الداخلية إلا أن الحكومة بدأت حملة دبلوماسية تهدف إلى منع أثيوبيا من بناء السد الكهرومائي الضخم على نهر النيل، وترى القاهرة أن النتيجة ستكون "كارثية" على سكانها. بدأت الإدارة المصرية جهودها بتدويل القضية الشائكة آملة أن تحشد تأييدا لقضيتها ضد إثيوبيا، بعد فشل المفاوضات الثنائية. ونقلت الوكالة عن مصدر مصري رفض الكشف عن اسمه لحساسية القضية قوله: "الحملة التي بدأتها مصر، تهدف لإقناع المجتمع الدولي لرفض بناء سد لأنه قد يؤدي إلى مزيد من الصراع وعدم الاستقرار في منطقة حوض النيل". واعتبر المصدر المفاوضات مع إثيوبيا إضاعة وقت، وتهديد مباشر للأمن المائي في مصر. "لقد أدركنا أن إثيوبيا لا تريد حلولًا حقيقية لإنهاء الأزمة، لكنها تحاول فقط تصوير مصر على أنها مواقفة على بناء السد لتسهيل الوصول إلى التمويل". وأضاف: "لكن إثيوبيا لم تقدم ضمانات حقيقية أن السد لن يؤثر على مصر، ولم تبد أي نية لتعديل المواصفات الفنية للحد من المخاطر المحتملة وفقا لتقرير لجنة الخبراء الدوليين، الذين أوصوا بإعادة النظر في دراسات سلامة السد". وتنتقل الوكالة للطرف الآخر مستطلعة وجهة نظره، حيث صرح رئيس وزراء إثيوبيا هيلي مريم، في 13 شباط أن أديس أبابا لن تتراجع عن سد النهضة "4.8 بليون دولار أميركي"، وسيكون الأكبر في إفريقيا. ولفت المسئول الإثيوبي النظر إلى أنه ليس هناك محكمة دولية متخصصة في تحكيم النزاعات المتعلقة بالماء، ولا تملك القاهرة خيارًا سوى التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة للجميع. وتقول الوكالة إن الإثيوبيين ينظرون إلى سد النهضة والسدود الأخرى التي تخطط لها على أنها رمز الفخر الوطني، لأنها سوف تنتج الكهرباء التي ستحول التوقعات الاقتصادية ليس فقط لبلادهم، ولكن لدول مختلفة من شرق افريقيا التي تقف على أعتاب طفرة النفط والغاز. الجهود الدبلوماسية الدولية المصرية، وفقا للوكالة، الواضح منها اقتصر على التأثير في الدول التي تساهم في مساعدة وتمويل السد ماليًا أو مهنيًا، وتجري مناقشات من الطرف المصري لدول مثل إيطاليا والنرويج. تعلق الوكالة الإخبارية على الجهود الدبلوماسية المصرية قائلة: ليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كانت حملة دبلوماسية مصرية ستولف تكون قادرة على تأمين الدعم الدولي بما يكفي للتأثير في أديس أبابا.