تحتفل دولة قطر ومعها مختلف دول العالم في الثالث والعشرين من مارس باليوم العالمي للأرصاد الجوية. ويسلط الاحتفال بهذا اليوم الضوء على الإسهامات الكبيرة التي تقدمها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في سبيل سلامة ورفاه المجتمع. وقال سعادة السيد عبدالعزيز النعيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني إن التركيز ينصب عادة في الاحتفالات باليوم العالمي للأرصاد الجوية كل عام على موضوع رئيسي وتم اختيار هذا العام: /الطقس والمناخ – إشراك الشباب/.  وقال إن هذا الشعار يأتي انطلاقا من دور الشباب في تشكيل مستقبل الأرض وتحقيق التنمية المستدامة من خلال قدرتهم على التغيير والابتكار وتقديم الرؤى الجديدة في معالجة المشاكل وطرح الحلول المبنية على العلم والمعرفة والوعي بالحقائق والمستجدات المتعلقة بالطقس والمناخ وآثارها على حياة هذا الكوكب وكل من يعيش عليه. وأضاف أن أنماط الاستهلاك العالمي والأنشطة البشرية السائدة حالياً، تشكل عوامل فعالة في تغير المناخ الذي يعد تحدياً حقيقياً لا بد من مواجهته لما له من تأثير مباشر على حياتنا عبر العديد من الظواهر مثل نقص الغذاء والماء وانتشار الأمراض وشح الموارد والهجرة القسرية. وأوضح سعادة السيد النعيمي أن فئة الشباب تشكل غالبية السكان في العديد من دول العالم وخاصة بلدان العالم النامية، "ولهذا كان خيار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية العمل مع أكبر شريحة اجتماعية على مستوى العالم تقدر بحوالي ملياري شاب وشابة يميزهم تبلور الوعي البيئي والاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة والحد من تغير المناخ". ونوه بالدور البارز الذي تقوم به إدارة الأرصاد الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني بالتوازي مع السياسات الاستراتيجية التي تنتهجها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في إشراك الشباب وتعزيز قدراتهم وتطوير فهمهم العلمي لعوامل الطقس والمناخ بما يحقق سلامة ورفاهية مجتمعاتهم. وعلى الصعيد المحلي شهدت دولة قطر عملية تطوير مستمرة في مجال الأرصاد الجوية سواء في بناء القدرات الوطنية أو في مجال التحديث التقني ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال الحيوي والهام. وقال السيد أحمد عبدالله المناعي مدير إدارة الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني إن عملية التحديثات والمشاريع بشكل عام مستمرة وتواكب أحدث ما توصلت اليه التكنلوجيا في الوقت الراهن. وأشار في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إلى أهمية قطاع الأرصاد الجوية في أي دولة.. وقال "إن دولة قطر تدرك الأهمية المتزايدة لهذا القطاع ولذلك تعمل بشكل مستمر على تطويره وتحديثه وفي كل عام نشهد الكثير من المشاريع المهمة ذات الصلة". وكشف في هذا السياق أن هذا العام سيشهد ارتفاع عدد محطات الأرصاد من 13 محطة إلى 50 محطة برية(20 منها في المناطق البرية و30 في الشوارع والخطوط الرئيسية) وذلك في إطار مشروع الإنذار المبكر. وقال إن هذه المحطات ستزود الجمهور وسائقي المركبات بحالة الطقس بكافة عناصره (الحرارة – الرطوبة- الرياح...) فضلا عن "البلل في الشارع". كما أشار المناعي إلى تركيب ثلاث عوامات بحرية للأرصاد الجوية تمتد على طول سواحل قطر من الجنوب إلى الشمال. وأضاف أنه في إطار هذا التحديث سيتم خلال شهر ابريل المقبل بدء عمل شبكة الرصد الزلزلالي في قطر.. وقال "كل هذه المشاريع ستتم بالتوازي مع تفعيل وتطوير طرق التواصل مع الجمهور بحيث تصلهم البيانات والمعلومات بشكل فوري فضلا عن التواصل مع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة". وأكد السيد المناعي اهتمام الهيئة العامة للطيران المدني بالشباب وتشجيعها لهم بالانخراط في مجال الأرصاد والطيران بشكل عام. ودعا كافة الشباب القطريين وخصوصا من خريجي الأقسام العلمية إلى التوجه لدراسة المجالات المتعلقة بالطقس والمناخ والأرصاد بشكل عام.. لافتا إلى ما تقدمه كلية قطر لعلوم الطيران من تعليم نوعي متميز في هذا المجال.