بدأ علماء المناخ التابعون للجنة الحكومية الدولية المعنية ، وممثلو الحكومات مناقشات حول وضع اللمسات الأخيرة على تقريرها حول آثار تغير المناخ على النظامين البشري والطبيعي والطرق الممكنة للتكيف معها - وذلك خلال المؤتمر الذي يعقدونه على مدى خمسة أيام ، في مدينة يوكوهاما اليابانية - لصياغة الجزء الثاني من تقييم مهم للمناخ العالمي. وحذر رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة "أكيم شتاينر" - في رسالة فيديو خلال افتتاح المؤتمر - من أن "التحدي المناخي يمثل تحديا طويل المدى ظن لكنه يتطلب تحركا عاجلا". ومن جهتها ، أوضحت اللجنة ، أن التقرير هو "تتويج لعمل أربع سنوات من طرف مئات الخبراء الحكوميين الدوليين. هذا ، وكان المؤتمر التاسع عشر للأمم المتحدة حول المناخ الذي عقد في العاصمة البولندية وارسو،خلال شهر نوفمبر من العام الماضي ، بهدف إطلاق عامين من المفاوضات لوضع أسس اتفاق للعام 2015 لاحتواء التغيّر المناخي. وكان مؤتمرالمناخ - الذي عقد بوارسو بمشاركة وفود من أكثر من 190 دولة من أجل الوصول إلى محاولة احتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض حتى خمس درجات في حال لم تتخذ الأسرة الدولية إجراءات جدية - قد أطلق مفاوضات تستمر عامين تفضي إلى اتفاق شامل وطموح لخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الدفيئة، بحيث يدخل الاتفاق إلى حيز التنفيذ اعتبارا من العام 2020. وتشير بيانات الخبراء ، إلى أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تواصل الازدياد . وفي خبر سيئ أورده تقرير بيئي يتوقع أن يصبح الفحم - الذي يعتبر أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلوثا- أول مصادر الطاقة لدى الاقتصاد العالمي في عام 2020 بسبب إقبال الدول الناشئة و الكبرى عليه. وكانت "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" - التابعة للأمم المتحدة - قد أشارت في تقريرأعدته صدر آواخر العام الماضي ، إلى أن مقدار غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي قد بلغت رقما قياسيا جديدا في العام 2012، مواصلة بذلك اتجاهها التصاعدي المتسارع الذي يؤدي إلى تغير المناخ. ولفت التقرير ، إلى أن "التأثير الاحتراري في المناخ زاد بنسبة 32% بين العام 1990 والعام 2012 بسبب زيادة ثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى تحتفظ بالحرارة وطويلة الأمد مثل الميثان وأكسيد النيتروز". ويقول خبراء المناخ والبيئة إنّ النص الوحيد الذي يحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري هو "بروتوكول كيوتو"، لكنه لا يشمل سوى الدول الصناعية باستثناء الولايات المتحدة التي لم تصادق عليه، ولا يغطي سوى نسبة 15% من حجم الانبعاث الكامل. ويشيرخبراء البيئة ، وعلماء المناخ ، إلى أن الحرارة الشاملة للكرة الأرضية ارتفعت بنسبة 0,8 درجة مئوية في خلال قرن ، وقد ترتفع بنحو خمس درجات بحلول العام 2100 إن لم يحقق العالم انتقالا عاجلا في مجال الطاقة، كما ذكر خبراء المناخ. ويتطلب الإبقاء على الاحترار الشامل ، دون درجتين مئويتين ، أن تبلغ انبعاثات الغازات الدفيئة في العام 2020 حدا أقصى يوازي( 44 جيغا طن في مقابل حوالي 50 جيغا طن) سنويا حاليا، وأن تقلص إلى النصف مع حلول العام 2050 ، حسب ما ذكر برنامج الأمم المتحدة البيئي الصادر نهاية العام الماضي . ..( وال )..