أكد المهندس عيسى هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" أن القدرة الإنتاجية الحالية لدولة قطر من المياه تصل إلى 325 مليون غالون في اليوم وأن الطلب على المياه ارتفع العام الماضي بنسبة 7 في المائة نزولا من 10 في المائة في 2012. وأضاف الكواري خلال مؤتمر صحفي اليوم خصص لإعلان استضافة دولة قطر للمؤتمر العربي الثاني للمياه، أن دولة قطر وضعت خططا لمواكبة التزايد السكاني الذي وصل حسب أرقام نشرت مؤخرا إلى 2.1 مليون نسمة، معربا عن حرص كهرماء على توفير مياه مستدامة وعالية الجودة للاستخدامات التقليدية "الشرب" والأخرى الصناعية والزراعية باعتبارها من أولى أولويات قطر. وأوضح أن تلك الخطط العديدة تشرف عليها الوزارات والمؤسسات المعنية والمختصة ومن ضمنها "كهرماء" التي تسعى لتوفير المياه المحلاة لجميع القطاعات بالدولة، مؤكدا أن هناك قدرة كبيرة على الإنتاج تكفي لاحتياجات دولة قطر الحالية والمستقبلية. وقال إن تلك الخطط رأى بعضها النور مؤخرا حيث تمت إضافة محطات جديدة للإنتاج وتم التعاقد على افتتاح الأولى منها في 2015 وتوسعة بعض المحطات القائمة، و"نحن في مرحلة طرح مناقصة لإنشاء قدرات إضافية من المياه المحلاة". وذكر أنه تم في الفترة الأخيرة إنشاء عدد من الخزانات وتدشينها مما رفع مخزون المياه إلى الضعف، مبينا أن هناك مشروعا آخر يتم حاليا تنفيذه وهو مشروع الخزانات العملاقة لدولة قطر الذي سيمكن من رفع القدرة التخزينية إلى ثلاثة أضعاف القدرة الحالية. وأوضح أن هناك مشاريع مستقبلية أخرى واستراتيجية عامة يتم تدارسها حاليا مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لوضع استراتيجية مشتركة بين الدول الست للأمن المائي وأحد أركانها هو الربط المائي بين دول الخليج العربية. وأكد أنه تم في هذا الإطار عقد عدة اجتماعات فيما يتعلق بالربط المائي الخليجي بهدف دراسة إمكانية الربط بين دول المجلس على أن يكون مصدر المياه من بحر عمان أو بحر العرب وليس الخليج العربي وسترفع التوصيات للقمة المقبلة لقادة دول المجلس. أكد المهندس الكواري فيما يتعلق بحملة "ترشيد" أن نتائجها كانت إيجابية حيث انخفض معدل استهلاك الفرد من المياه خلال العام الماضي بالدولة وازداد الوعي لدى المواطنين والمقيمين بأهمية ترشيد الكهرباء والمياه، مضيفا أن تلك النتائج ستعلن في احتفالية تقام في 22 ابريل المقبل. وحول الاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء لإنتاج المياه بدولة قطر ذكر أنه لم يتم البدء حتى الآن بمشروع حقيقي يعتمد على الطاقات المتجددة (الطاقة الشمسية)، ولكن هناك دراسات لتنفيذ مشاريع تجريبية لتحلية المياه من خلال الطاقة الشمسية بالتعاون مع المؤسسات البحثية بدولة قطر. وأعرب الكواري بصفته رئيس المؤتمر العربي الثاني للمياه عن سعادته لاستضافة النسخة الثانية منه، وقال "نحن فخورون جداً باستضافة النسخة الثانية من المؤتمر العربي للمياه، إن قلة المياه هي قضية تتفاقم بسبب الضغوط الديمغرافية وتغير المناخ والتلوث لذلك فإن توفير منصة استراتيجية لتبادل الخبرات في هذا الموضوع هو أمر في غاية الضرورة". وعن الجديد الذي يقدمه المؤتمر العربي الثاني للمياه قال إنه سيتم تقييم نتائج الأول الذي عقد في العراق ومراجعة ما اتخذ من توصيات وما تم تنفيذه وكيفية استكماله، مبينا أن المؤتمر الأول لاقى زخما كبيرا وتحدثت توصياته في مجملها عن ضرورة الإدارة المتكاملة للمياه في الوطن العربي وترشيد الاستخدام من خلال تلك الإدارة. واعتبر توفير الماء بشكل مستدام مسؤولية وطنية وقومية وإنسانية وحاجة تنموية أساسية، حيث يعد الماء عنصرا أساسيا لرفاه الإنسان واستمرارية الحياة على كوكب الأرض، ويحتاج إليه الإنسان في استخداماته المختلفة. وأوضح أن توفير المياه يشكل تحدياً كبيراً في المناطق الجغرافية الأكثر شحاً بمصادر المياه العذبة السطحية والجوفية، حيث يتم تعويض ذلك باستخدام العديد من التقنيات المختلفة لتوفيره، داعيا إلى تضافر جميع الجهود وتسخير جميع الإمكانات في سبيل العمل على حماية وإدارة هذا المورد الهام والمحدود، ومواجهة الطلب المتزايد على المياه وتطوير الإدارة المتكاملة لمصادره.