حجم الناتج الزراعي المستهدف لأفريقيا

ذكرت دراسة صادر عن مبادرة الشراكة الجديدة من اجل التنمية فى افريقيا نيباد انه من المتعين على بلدان افريقيا الوصول بحجم انتاجها الزراعى و استثماراتها الموظفة فيه إلى تريليون دولار امريكى لكى تضمن القارة حدا ادنى من الامان الغذائى لسكانها وذلك بحلول العام 2030 ، و اشارت نيباد الى ان قضية النهوض بالزراعة فى افريقيا ليست ذات جانب اقتصادى فقط بل تتعدد جوانبها الاجتماعية و السكانية حيث تشكل الزراعة مجالا متاحا للخروج بالملايين من الافارقة من دائرة الفقر المدقع وهم الذين يشكلون نسبة 70 فى المائة من سكان القارة ، وقدرت نيباد حجم الانتاج الزراعى الافريقى و الاستثمارات التى تصب فى هذا القطاع سنويا بما لا يتجاوز 313 مليار دولار امريكى .
و اشارت دراسة نيباد – التى تتخذ من جنوب افريقيا مقرا لها – الى ان نصف الاراضى الزراعية الخصبة فى الكرة الارضية يقع فى افريقيا التى بها 450 مليون هكتارا من الاراضى القابلة للزراعة حاليا فضلا عن توافر موارد المياه العذبة والمتجددة اللازمة للتوسع الزراعى و هى المياه التى لا تستفيد افريقا سوى بنسبة 2 فى المائة منها بينما تصل نسبة الاستفادة العالمية من المياه العذبة المتجددة الى 5 فى المائة فى مناطق العالم الاخرى .
واشارت دراسة نيباد الى تقارير صادرة عن البنك الدولى تكشف عن ارتفاع قيم فواتير الاستيراد الغذائى للافارقة عاما بعد عام الى ان وصلت فاتورة مستوردات افريقيا الغذائية بنهاية العام 2013 الى 33 مليار دولار امريكى فى قارة بها نصف اراضى العالم القابلة للزراعة و مياه الرى بحسب ما تمت الاشارة اليه ، واعتبرت دراسة نيباد ان هذا التناقض بين سخاء الطبيعة على الافارقة زراعيا و ارتفاع قيم فواتير استيرادهم الغذائى من خارج القارة هو تناقض ينبغى ان يستفذ حكومات القارة والمانحين الدوليين لدعم قطاعات الزراعة و انتاج الغذاء فى بلدان افريقيا .
ويشكل برنامج الانماء الزراعى المتكامل لافريقيا / كادب / الذى اطلقت نيباد مبادرته الاولى فى العام 1991 و تباشر تنفيذه احد معالم خارطة الطريق الشامل لافريقيا على صعيد الامن الغذائى حيث يشترط البرنامج على بلدان القارة الاعضاء فيه تخصيص نسبة 10 فى المائة من موازناتها الوطنية سنويا لاغراض الانماء الزراعى و تدريب المزارعين ووضع هدف لزيادة انتاجها الزراعى لا يقل عن 6 فى المائة سنويا و اعترف تقرير نيباد الى ان برنامج / كادب / يسير بخطوات وضطردة و ان كان البطء يغلب عليها و ان بلدان عضوة فى البرنامج مثل غانا و اثيوبيا و رواندا قد حققت بفضله طفرة فى انتاجها الزراعى ، و دعت / نيباد / بلدان افريقيا بما فى ذلك غير المنضمة الى المشروع الى الارتقاء بانفاقها القومى على مشروعات الزراعة و البنية التحتية الخادمة للانتاج الزراعى فيها وذلك تماشيا مع اعلان القادة الافارقة ان العام 2014 هو عام الزراعة الافريقية والذى تعتبره / نيباد / بداية لمسار طويل من العمل على تحقيق النهوض الزراعى الافريقى المنشود .