درعا ـ سانا
شهدت زراعة الكرمة في درعا خلال السنوات العشر الأخيرة تطورا ملحوظا من حيث اتساع المساحات المزروعة وزيادة كميات الإنتاج وتحسن النوعية واتباع الطرق والأساليب الزراعية الحديثة وأصبحت تحتل المرتبة الثانية بالمحافظة بعد الزيتون من حيث مساحة الأراضي المزروعة وعدد الأشجار.
ويبلغ عدد أشجار الكرمة مليونا و 648 الف شجرة جميعها في طور الإنتاج أو الإثمار والمساحة المزروعة 2670 هكتارا ويتراوح الإنتاج السنوي بين 60 و 65 ألف طن في السنوات الجيدة حيث يصل إنتاج الشجرة الواحدة المزروعة في الأراضي المروية إلى 36 كيلوغراما و10 كيلوغرامات في الأراضي البعلية وفقا لرئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس بسام الحشيش.
ويوضح الحشيش في تصريح لمراسل سانا أن الإنتاج المتوقع للموسم الحالي يصل إلى 19 ألف طن مرجعا اسباب انخفاضه مقابل المواسم السابقة إلى موجة الحر التي شهدتها المحافظة بداية شهر تموز الماضي وقلة المياه والخدمات والاسمدة إضافة إلى اضطرار أعداد من المزارعين إلى ترك بيوتهم ومزارعهم وصعوبة قطف الثمار أحيانا نتيجة الأزمة التي تمر بها سورية.
ويشير أحد أصحاب مزارع العنب قاسم المحمد إلى الصعوبات والعوائق التي يعانيها مزارعو العنب في المحافظة المتمثلة في ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية والمازوت بما لا يتناسب مع انخفاض سعر الإنتاج في الكثير من المواسم داعيا إلى ضرورة دعم زراعة العنب من خلال صندوق الدعم الزراعي أسوة بغيرها من المحاصيل الزراعية الأخرى.
ويدعو المهندس الزراعي محمد الحسين المزارعين إلى اتباع الأساليب الزراعية الحديثة نظرا لأثرها الإيجابي في زيادة الإنتاج من خلال الالتزام بمواعيد التقليم واختيار الأسمدة المناسبة الآزوتية والفوسفورية والبوتاسية فضلا عن الأسمدة العضوية الضرورية لأشجار العنب والتحول لطرق الري الحديثة نظرا لدورها الكبير في التخفيف من استهلاك مادة المازوت المستخدمة في تشغيل محركات الآبار التي يروى عليها قسم كبير من مزارع المحافظة والتقليل من استجرار الموارد المائية وعدم استنزافها.
ويبين رئيس دائرة الإرشاد الزراعي المهندس محمد الشحادات الدور المهم للمدارس الحقلية في توعية مزارعي العنب من خلال نشر التقانات الزراعية الحديثة من أجل الوصول إلى زراعة نموذجية تتبع فيها افضل الطرق والأساليب المتطورة وصولا إلى الإنتاج الوفير كما ونوعا مشيرا إلى أهمية التنسيق بين الجهات المعنية ومزارعي الكرمة في المحافظة لتطبيق وسائل وطرق الإدارة المتكاملة للوقاية من الآفات التي تصيب شجرة الكرمة كونها من الزراعات شديدة الحساسية التي تتعرض خلال مرحلة الإنتاج.
ويؤكد الشحادات أن الدائرة جاهزة بالتعاون مع المزارعين للتحري عن الآفات ومكافحتها بالتعاون مع دائرة الوقاية من خلال استخدام الوسائل المتاحة “الحيوية والزراعية والكيماوية والميكانيكية” والحد من اثارها دون الضرر الاقتصادي.
وتنتشر مزارع الكرمة في مختلف أنحاء محافظة درعا وخاصة في منطقتي الاستقرار الأولى والثانية في نوى وطفس وتل شهاب وزيزون والمزيريب والعجمي والاشعري وجلين وغيرها حيث تتوفر في هذه المناطق الشروط الملائمة لزراعتها مثل مصادر مياه الري كالسدود والآبار الارتوازية إضافة إلى خصوبة التربة وملائمة الظروف المناخية فضلا عن رغبة المزارعين بزراعتها كونها تدر عليهم دخلا جيدا وتؤمن فرص عمل لجميع أفراد العائلة حيث يصل سعر كيلو العنب من النوع الجيد في أسواق درعا اليوم إلى نحو 150 ليرة سورية.