تصنيع النايلون من النفايات الخشبية

يبحث العالم عن وسيلة لتصنيع النايلون من مورد متجدد بدلاً من النفط، ولكن ليس من نباتات يمكن استخدامها كغذاء، كما هو الحال مع معظم المواد البلاستيكية الاصطناعية اليوم، ويقوم أصل الفكرة على جرثومة عثر علماء ألمان عليها مصادفة وهي بكتيريا التربة الشائعة.
ويمكن لسلالة من الجرثومة العجيبة ذات الاسم الغريب "سيدوموناس بوتيدا"، الذي يعني الزائفة الكريهة، (وتحديدا بكتيريا من النوع بي. بوتيدا ك تى 2440) تفتيت مادة اللجنين، إحدى مشتقات الخشب الموجودة في البيئة بوفرة، لإنتاج طلائع حمض الأديبيك الذي يعد مكوناً أساسياً للنايلون ذي الجودة العالية.
وقال كريستوف ويتمان (47عاما) وهو أستاذ نظم التكنولوجيا الحيوية في جامعة سارلاند بألمانيا، إن "إنتاج التقنية الحيوية بديل حقيقي لعملية تخليق النايلون من النفط الخام، والتي تستهلك الكثير من الطاقة وتزيد من معدل الاحتباس الحراري".
ويعمل ويتمان وزملاؤه، منذ شهر نيسان الماضي، على تحسين عملية تخليق النايلون، بحيث يمكن استخدامها في الصناعة في المستقبل، وحصلوا بالفعل على براءة اختراع لذلك.
وأدى تناقص الموارد والنمو السكاني العالمي إلى وجود زيادة كبيرة في الحاجة للمواد البلاستيكية المصنوعة من مواد خام متجددة، ويعمل علماء التكنولوچيا الحيوية في جميع أنحاء العالم على إيجاد تقنيات جديدة لتحل محل إنتاج البلاستيك من النفط الخام غير المتجدد.
يذكر أن النايلون الأصلي منتج يمتاز بالمتانة، مقارنة بالعديد من المواد البلاستيكية المصنعة عن طريق التقنية الحيوية بالفعل، كتلك التي تستخدم في التعبئة والتغليف، ولا يستخدم النايلون فقط في تصنيع الجوارب والملابس النسائية المحبوكة، ولكن له أيضا تطبيقات يدوم فيها لعقود، من بينها قطع غيار السيارات والحبال.
وأكد ويتمان أن حجم الطاقة الصغير إلى حد كبير الذي تتطلبه طريقته في إنتاج النايلون تعتبر ميزة كبيرة، مقارنة بعملية البتروكيماويات التقليدية. وأضاف أن ما هو أكثر من ذلك أن حمض الأديبيك الضروري في هذه العملية يمكن إنتاجه من مادة اللجنين، إحدى مكونات الخشب والتي عادة ما يتم حرقها حاليا كنفايات، وليس من النباتات الغذائية، مثل الذرة أو بنجر السكر.
وأوضح أن هذا أمر مهم بالنظر إلى الجدل حول مسألة إما الغذاء أو الوقود ، في إشارة إلى الجدل الدائر حول تحويل الأراضي الزراعية نحو إنتاج الوقود الحيوي أو إنتاج البلاستيك الحيوي.
غير أنه لا تزال هناك عدد من المشاكل تحتاج إلى حل قبل الاستخدام الصناعي لطريقة ويتمان.