حملة نظافة في منطقة غرداية

يقوم عشرات من أعوان الحماية المدنية بمعية متطوعين شباب من سكان حي حاج مسعود بمدينة غرداية الذي كان مسرحًا للمناوشات الأخيرة بحملة نظافة جماعية ليلية من أجل محو مخلفات هذه الأحداث.
و يتعاون شباب هذا الحي وهم محملين بالوسائل اللازمة من أدوات النظافة في هذه المبادرة الجماعية التي أطلقتها مديرية الحماية المدنية من أجل محو وبأسرع وقت مخلفات أعمال الشغب والتخريب التي طالت السكنات والعقار الحضري وواجهات المحلات والسيارات المركونة  حسب ما لوحظ.
و قد قرر شباب من حي حاج مسعود الذي اغتنموا فرصة عودة الهدوء عبر مجمل سهل وادي ميزاب بفضل تنصيب جهاز أمني هام مدعم بدوريات مروحيات الإستطلاع التشمير على سواعدهم ومرافقة أعوان الحماية المدنية من أجل محو آثار المناوشات التي عرفتها العديد من أحياء مدينة غرداية في الآونة الأخيرة.
ولا تزال آثار أعمال التخريب ظاهرة للعيان عبر عديد الأحياء بغرداية لاسيما السكنات والمحلات التي تعرضت لأعمال الحرق التي غادرها أصحابها خوفا من تلك الأحداث  إلى جانب الحجارة والزجاجات الحارقة وأكوام النفايات التي تملأ الطرقات.
وأمام هذه المشاهد المحزنة بادرت مصالح الحماية المدنية لتنظيم حملات تنظيف ليلية عبر مختلف أحياء غرداية بالتعاون من مجمل لجان الأحياء   حسب ما أوضح مدير الحماية المدنية بالولاية.
و ذكر الرائد عبد المالك بوبرتاخ "أن هذه المبادرة ترمي إلى حث شباب الأحياء المتضررة من أحداث غرداية من أجل طي الصفحة والتشمير على السواعد لمحو آثار أعمال التخريب التي طالت هذه المنطقة المعروفة بطابعها السياحي" .
وأضاف قائلا :"سنواصل هذه العملية كل مساء عبر مجمل الأحياء المتضررة بغرداية من دون أي تفرقة من أجل تنظيفها وإعادة صورتها وطي صفحة أعمال التخريب بغرداية إلى الأبد".
ورحب مواطنو غرداية بهذه المبادرة التي وصفوها ب "النبيلة" وأبدوا ارتياحا كبيرا لعودة الهدوء بهذه المنطقة الجذابة.
ووجه والي غرداية في هذا الإطار نداء لمجمل السكان وجمعيات الأحياء والعقلاء والأئمة وأعضاء المجتمع المدني بغرداية للمساهمة بشكل إيجابي في تنمية الولاية.
وكانت ولاية غرداية مسرحا لمناوشات عنيفة ومتكررة منذ شهر جانفي الأخير تسببت في مقتل سبعة أشخاص وإصابة عديد الآخرين بجروح إلى جانب تخريب أكثر من 750 محل تجاري وسكنات قبل أن يتم إضرام النيران فيها.
وعاد الهدوء ليسود المنطقة بفضل وضع جهاز أمني هام والدعوات التي أطلقها معظم الأعيان والأئمة وشخصيات أخرى من أجل ضبط النفس وترجيح العقل وإرساء روح الأخوة والتوافق ما بين سكان وادي ميزاب.