أبو ظبي ـ وام
يبقى الرطب هو أقرب فواكه الصيف لنفوس الخليجيين ..فبالإضافة إلى طعمه المميز واللذيذ فان موسمه يزيد الحنين إلى الماضي حين كاد يكون الفاكهة الوحيدة التي يأكلها أهل المنطقة .
ويعتبر الرطب فاكهة الصيف المميزة في منطقة شبه الجزيرة العربية بما تحمله هذه الفاكهة من تنوع وتعدد في الاشكال والمذاق والقيمة الغذائية والاجتماعية .
ويتذكر اجدادنا وآباؤنا الغذاء الاوحد في زمن لم يجدوا فيه ما يجدونه حاليا حيث كان الرطب ملك فاكهة الصيف بالنسبة لهم والتمر رفيقهم وخير غذاء لهم في فصل الشتاء ..وبقي الرطب والتمر من الوجبات الطبيعية الرئيسية في حياتنا فهو عصب الحياة وقوة البدن والنشاط المتواصل من العطاء في العمل ويتربع الآن على الموائد الخليجية بقوة .
ووجدت نخلة التمر منذ آلاف السنين في المنطقة والتي منها انتشرت النخيل إلى أرجاء العالم ولذا فهي من أقدم أشجار الفاكهة التي عرفها الانسان في هذه المنطقة .
ومن المتوقع ان يلفح هجير الخليج القائظ وجوه الصائمين بعد أيام بشكل أشد قسوة وضراوة من السنوات الماضية جراء الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة إلا أن تزامن الشهر الكريم مع تدفق كميات كبيرة من فاكهة الصيف لطف وطأة لهيب الصيف الحارق فانتشر في الميادين والطرقات باعة يعرضون رطبهم المميز نوعا ومذاقا وألوانا .
وتحسن الإنتاج الخليجي كثيرا في العقد الأخير كما وجودة ويحتفظ الخليجيون بمكانة مميزة للرطب وهو الثمار في حال نضجها وقبل جفافها وتحولها إلى تمر ويكاد هذا الاهتمام المرتبط بـتذوق خاص أن يقتصر عليهم .
ويختلف موسم نضج البلح من دولة إلى أخرى في الخليج وأبكرها نضجا في سلطنة عمان الشقيقة حيث يشهد نوع النغال إقبالا من صفوة المستهلكين ويختلف سعره من بلد خليجي إلى آخر .
وفي الإمارات ونظرا لقربها من سلطنة عمان يتنافس المشترون على الحصول على الثمرات الأولى الناضجة إذ تأتي بعد الانتظار شهورا لتذكر الناس بقساوة حياة الماضي حيث كان نضج ثمار الرطب قبل عصر النفط ينبئ بسعة عيش لشهور مقبلة في بلدان قست عليها الطبيعة أما في السعودية فرطب المدينة هو الأسرع نضجا .
وعزا حسن محمد سرور المعمري أحد باعة الرطب من سلطنة عمان الشقيقة سر نضج الرطب مبكرا في سلطنة عمان إلى ان الطقس الشديد الحرارة في عمان ينعكس إيجابا لمصلحة النخلة لتصبح الدولة الخليجية الأولى التي تشهد بشائره .
ويضيف ..تتراوح أسعار الرطب لدى نضوج ثماره الأولى وفق البلد والزمان إلا ان السوق الإماراتي سوق رائج جدا للرطب وانا احرص سنويا على جني محصولي من ولاية لوى لتسويقه داخل الإمارات نظرا للمردود المادي الجيد وابيع تباشير الرطب "النغال" في الإمارات بـ 500 درهم للكيلو الواحد إلا أنها تباع الآن بـ 20 أو 30 درهما للكيلو نظرا لزيادة المعروض .
**********----------********** ويذكر ان تباشير الرطب الأولى تظهر عادة في ولاية الظاهرة ومع ندرة العرض يرتفع السعر ليقارن بأسعار الذهب..مشيرا إلى ان أول شجرة نخيل تبشر في الولاية هذا الموسم بيعت بما يعادل عشرة آلاف درهم .
ويتابع المعمري: الآن ذروة موسم رطب "النغال" ونحن متفائلون بموسم رطب "الخنيزي" الذي نستعد له بعد أيام قليلة خاصة ان دخول شهر رمضان المبارك هذا العام يتزامن مع بداية موسم الرطب ليشكل نوع "النغال والخنيزي" أول تباشير الرطب على موائد الافطار في الشهر الفضيل .
ويقول علي محمد المنصوري /مزارع إماراتي/: ان الرطب يعتبر فاكهة الصيف المميزة في منطقة شبه الجزيرة العربية بما تحمله هذه الفاكهة من تنوع وتعدد في الاشكال والمذاق والقيمة الغذائية والاجتماعية .
ويضيف: للرطب في المجتمع الخليجي أهمية خاصة لا تنحصر بكونه مصدرا للقيمة الغذائية فقط ولكن لارتباطه بعادات وتقاليد وقيم اجتماعية توارثتها الأجيال وارتبطت المائدة الرمضانية بوجود الرطب فيها اقتداء بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة.." ولاعتباره الفاتحة الأنسب للإفطار لخصائصه التعويضية المباشرة وهو الغني بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الصائم وإن اختلفت الموائد الرمضانية في بلاد المسلمين فقد اتفقت على التمر كقاسم مشترك لابد منه ..وتمتاز المملكة بأفضل وأجود أنواع التمور في العالم ويجمع بائعوه على أن رمضان هو الموسم الحقيقي لهم .
ويؤكد ان الرطب يعتبر فاكهة الصيف المميزة في شبه الجزيرة العربية نظرا لتباين وتعدد الاشكال والمذاق والقيمة الغذائية لكل صنف .
واوضح ان ثمار النخيل ذات قيمة غذائية عالية جدا ويمكن تخزينها لفترات زمنية طويلة لتكون مصدرا للغذاء على مدار السنة نظرا لتحول فاكهتها الى رطب ثم الى تمر .
وحول اسعار الاصناف المبكرة قال المنصوري انها مرتفعة قليلا في الأسواق بسبب قلة الكمية مع بداية الموسم وعندما تتوالى بقية الانواع الأخرى تنخفض الاسعار وستعمر بها موائد الافطار عن قريب بإذن الله .
وذكر ان النغال متوفر حاليا وقد بدأت الاسواق تستقبل الناتج المحلي اضافة الى المستورد من التمور والرطب من عمان والسعودية..مشيرا الى وجود اقبال كبير من المواطنين والمقيمين على جميع اصناف الرطب والتمور استعدادا لشهر رمضان المبارك وخصوصا تمور الاحساء والقصيم وحائل التي تتميز بجودتها وحلاوة مذاقها .
ويحدد المنصوري تواريخ دقيقة تضبط وصول الرطب إلى أسواق دولة الإمارات حيث تبدأ واردات الرطب العماني في الوصول عند مطلع يونيو ويكمله بعد ذلك الإنتاج المحلي وحتى بداية يوليو الذي يكتمل بوصول أنواع عديدة من الرطب من المملكة العربية السعودية التي تعتبر من أكثر مناطق إنتاج الرطب في المنطقة .
وأوضح ان من الأصناف المبكرة التي ستأتي تباعا على موائد الافطار والتي عادة ما يبدأ الصائم افطاره بها صنفي "الخنيزي" و "البرحي" و "الاخلاص" فيما تتأخر أصناف أخرى مثل صنف "هلالي" الى آخر موسم الصيف .
وبين أن أنواع رطب أخرى مثل: /جبـري. شيـــشي. فـــرض .لولو. هلالي/ تبدأ في التوافد على الأسواق ويتنافس الناس في اقتنائها خلال شهر رمضان .