بيروت - رياض شومان
شدّد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناظم الخوري، على أنه "بقدر ما يعي اللبناني حقوقه وواجباته بقدر ما يبتعد عن الفساد"، معتبراً " أن المواطن الذي يعرف منهج التعامل مع ما يحتاجه من الوزارة يبتعد عن مساوئ الواسطة والسمسرات الرخيصة"، وقال خوري الثلاثاء في ندوة صحافية خصصت لاطلاق " دليل المواطن البيئي "، على أن "بيئة لبنان وجهه وهويته، والوزارة لم تستكمل بعد عناصر تكوينها الأساسية التي تحتاجها لتحقيق أهدافها ولبلوغ الغاية التي أنشئت من أجلها عام 1993، إذ حال دون ذلك غياب التشريعات الضرورية وعدم تعيين العدد الوافي من الإداريين والأخصائيين للقيام بمهام حماية البيئة". وقال: "إنتهجنا، ومنذ اليوم الأول لتولينا هذه الحقيبة الدقيقة، شعار:"البيئة السياسية في خدمة السياسة البيئية" فابتعدنا عن الأجندات السياسية والحزبية، وآمنا بأن الحكم استمرار وتوالت ورش العمل، وتوصلنا إلى وضع خارطة طريق توصلنا إلى الهدف السامي المنشود. ولأننا نؤمن بمبدأ المشاركة، تقاطعنا بإيجابية مع القطاعين العام والخاص، فأثمر هذا التشابك إنجازات وحلول قفزنا بها فوق ثغرات الخلل وفوق مكامن الضعف في جسم الإدارة". و أضاف : "أما اليوم فخطوتنا واثقة وجريئة، ودليل المواطن يساهم في توعية المواطنين، وبقدر ما يعي اللبناني حقوقه وواجباته بقدر ما يبتعد عن الفساد، والمواطن الذي يعرف منهج التعامل مع ما يحتاجه من الوزارة يبتعد عن مساوئ الواسطة والسمسرات الرخيصة"، معتبرا أن الدليل "يشكل موردا مهما للعاملين في الوزارة لمعرفة مدى صلاحياتهم فيلتزمون بأصولها ولا يسعون إلى استغلالها من خلال جهل المواطن". وأمل الخوري أن "يساهم الدليل في إطلاق الخطوة الأولى من رحلة مكافحة الفساد الطويلة والشاقة عبر ممارسة الإدارة بشفافية وبإلتزام صادق بمبادئ العدالة والمساواة. إن المواطن الواعي يحافظ على لبنانه وبيئته، والبيئة المصانة تحضن لبنان ولبنانييه". بدوره رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي شارك في الندوة ، فقد قال: أن الدليل "يشكل خطوة رائدة في مجال تنظيم العمل الإداري في الوزارة وتسهيل أمور المواطنين، خصوصا أن الهمّ البيئي يشكل أحد أهم التحديات التي تواجه لبنان حاضرا ومستقبلا، من أجل صون وطننا وحماية أرضه وبيئته ومناطقه". وقال: "لكن المؤسف أنه رغم الجهود التي بذلناها وسوانا والقوانين العديدة التي صدرت، لا يزال الإنفلات البيئي مستشريا في أكثر من منطقة، نتيجة غياب الحس الكافي لدى المواطنين بضرورة الحفاظ على ما أنعم به الله على وطننا من جمالات وخيرات طبيعية، وإتباع غالبية المواطنين نظرية الحرية المطلقة في التصرف ولو أدّى ذلك إلى تشويه البيئة وتلويثها وتبديد مقوماتها". وأردف: "مهما تحدثنا عن البيئة والحفاظ عليها يبقى الأساس في تعميم ثقافة المواطنة الحقة وإيماننا بالإنتماء الحقيقي إلى هذه الأرض وهذا الوطن. الإنتماء الحقيقي إلى الوطن يقوّي جذور عيشنا الواحد رغم الإختلافات المشروعة في الرؤى والأفكار. حس المواطنة يعزّز محبتنا لوطننا وتشبثنا بهويتنا وأرزتنا الشامخة". وختم ميقاتي: "ليس صدفة أن العلم اللبناني هو الوحيد بين أعلام الدول الذي تتوسطه شجرة في وسطه هي شجرة الأرز، وفي ذلك دليل صارخ على أولوية إنتمائنا إلى هذه الأرض وضرورة تعاوننا للحفاظ عليها وصونها للأجيال المقبلة. تعالوا نبني اليوم لبنان الغد على صورة الجمالية الفائقة التي أورثنا إياها أسلافنا".