القاهرة ـ أ.ش.أ
أعلن الدكتور ايمن فريد أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى أنه سيتم توفير مليار و800 مليون جنيه حال استخدام تجربة الصوامع الجديدة لتخزين القمح وتعميمها ، مشيرا الى ان الوزارة تستهدف هذا العام تخزين مايزيد عن 4 مليون طن من محصول القمح بالنظم الحديثة والصحيحة.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الزراعة أدلى بها اليوم على هامش جولة بمحافظة الدقهلية شهد خلالها، يرافقه اللواء عمر الشوادفى محافظ الدقهلية والدكتور وائل الدجوى وزير التعليم العالى والبحث العلمى والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى، أول تجربة لتطبيق تكنولوجيا الصوامع الأفقية كنظام جديد لتطوير الشون الترابية لتخزين القمح بمدينة بلقاس.
وأشاد ابوحديد بالتجربة الجديدة، والتى تأتى فى إطار خطة الوزارة لتحديث نظم التداول والتخزين لمحاصيل الحبوب الرئيسيه والتي يعتبر محصول القمح من أهمها كمحصول استيراتيجي هام، لافتاً الى عزمه لتعميم التجربة بكافة الشون لتطوير عمليات التخزين وتقليل الفاقد من المحصول.
وأوضح الوزير ان تلك التجربة قام بتنفيذها معهد بحوث الهندسة الزراعية بمركز البحوث بالتعاون مع أكادمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وهو الامر الذى يعتبر تطورا جديدا للتخزين الآمن للقمح وتخفيض الفاقد به إلى نسبة تقل عن 1% مقارنة بالطرق التقليدية الحالية والتى يصل نسبة الفاقد بها إلى حوالى من 10 الى 15% من المحصول، اى بما يعادل 3 مليارات جنيه فى العام الواحد.
وتابع ابوحديد أنه سيتم تعميم تلك التجربة فى العديد من شون بنك التنمية والإئتمان الزراعى و الجهات الأخرى المختصة بتخزين المحصول بالتوازى مع خطة الحكومة لإنشاء 25 صومعة معدنية ليتواكب ذلك مع ما تم من زيادة فى انتاجية المحصول و التى وصلت إلى حوالى 20 أردب للفدان نتيجة جهود الباحثين بمركز البحوث الزراعية و جهاز الإرشاد الزراعى بالوزارة، وهو الامر الذى اعتبره خطوة هامة نحو المساهمة فى الإكتفاء الذاتى من المحصول.
وقال وزير الزراعة ان التجربة ستكون بديلا آمنا لنظام التخزين التقليدى داخل الشون الترابية يتمثل فى التخزين الأفقى داخل صوامع بلاستيكية ذات مواصفات خاصة وسعات مختلفة، فى مقابل انها تحتاج الى استثمارات محدودة، وتكلفة بسيطة بالمقارنة بطرق التخزين التقليدية، وأنها تضمن العزل التام للحبوب وبالتالى منع اعادة امتصاص الرطوبة، وانها تمنع ايضاً النموات الفطرية والحشرية دون الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية والتبخير.
وأضاف انه سيتم ايضاً تحديث منظومة نقل الحبوب من المزارعين الى الشون، حيث يتم علي مقطوره مبتكره لنقل وتجميع حبوب القمح دون الحاجة الى تعبئته فى أجولة بلاستيكية وانها تمتاز بقدرتها علي وزن وتحميل وتفريغ القمح بواسطة "بريمه" ثنائية الغرض.
يذكر ان وزارة الزراعة قامت بالتعاون مع وزارة التموين بإنشاء صوامع أفقية لتخزين القمح، من اجل زيادة القدرة التخزينية للقمح، والتغلب على السعات التخزينية الحالية للصوامع الرأسية، وكذلك معالجة مشكلات التخزين فى الشون الترابية والأسفلتية حيث إنه فى الشون الأخيرة توضع الحبوب مكشوفة، مما يؤدى لتعرضها للرطوبة وبالتالى الإصابة بالفطريات والحشرات، وستؤدى الصوامع الأفقية إلى القضاء على نسبة الفاقد فى التخزين.
والصوامع الأفقية تقنية اقتصادية للحد من هدر القمح وتعرضه للتلف، نحتاج إليها نظراً لزيادة نسبة الفاقد فى مخزون القمح نتيجة سوء عمليات التخزين فى أماكن مكشوفة، وعدم القدرة على بناء العدد الكافى من الصوامع الرأسية عالية التكلفة، والمتاح منها يكفى لاستيعاب 10% فقط من الطاقة التخزينية للقمح.
وسيكون لتطبيق هذه التكنولوجيا مردود واسع على المستوى الاقتصادى من خلال التخزين الآمن لمحصول إستراتيجى مثل القمح، وسيتيح للقائمين على استيراده التفاوض على الشراء من الأسواق العالمية وذلك عند انخفاض الأسعار العالمية لأن طريقة التخزين فى الصوامع الأفقية البلاستيكية ستيتح الاحتفاظ به مدة طويلة دون تعرضه للفقد أو الإصابة بالرطوبة والفطريات والحشرات.
من جانبه، أفاد الدكتور وائل الدجوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الوزارة تسعى حاليا إلى دعم جميع الاقتراحات البناءة لحل مشكلات المجتمع المصري والمساهمة في التنمية المجتمعية الشاملة من خلال رصد المشاكل الطارئة والمستمرة التي تعيق الاقتصاد القومي وترهق الحكومة ماليا، وتقديم حلول علمية وبدائل قابلة للتنفيذ يشعر بها المواطن وتسهم بطريق مباشر في تخفيف الأعباء عن المواطن والدولة ككل.
وقال الدجوى، إن هذا المشروع عبارة عن وحدات تخزينية عالية الكفاءة متوسطة السعة وذات جدوى اقتصادية مباشرة، تعاونت في تنفيذها أكاديمية البحث العلمي ووزارة الزراعة وهو ما يعكس تضافر وتعاون مؤسسات الدولة ووزاراتها لحل المشاكل الملحة والضاغطة التي تواجه المجتمع المصري، مطالبا القائمين على المشروع بتركيز الابحاث على ايجاد خامات جديدة تستخدم في الصوامع البلاستيكية.
وأوضاف الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى أن مبادرة الاكاديمية لتنفيذ تكنولوجيا الصوامع البلاستيكية الأفقية (سعة 400-500 طن) لتخزين القمح تعتمد تكنولوجيا متطورة تضمن العزل التام للحبوب المخزنة ومنع ارتفاع درجة حرارتها لمدة قد تصل إلى 18 شهرًا، مع الحفاظ على توازن الغازات، مما يمنع نمو الفطريات والبويضات الحشرية.
وأشار إلى أن هذه التقنية لا تحتاج إلى استثمارات ضخمة كما الحال في الصوامع المعدنية الرأسية المكلفة، فضلا عن التكلفة الباهظة للطاقة المستهلكة في عمليات التعبئة والتفريغ والتهوية لتلك الصوامع المعدنية، كما أن الطاقة الاستيعابية لتخزين الأقماح المحلية حاليا لا تزيد على 45% من المحصول.
وأوضح أن الطرق التقليدية في عمليات النقل والتداول والتخزين يعرض المحصول إلى فاقد كمي ( 10-15%) على أقل تقدير، ما يعادل مليون طن في المتوسط سنويا تصل قيمتها إلى ما يعادل 3 مليار جنيه إضافة إلى انخفاض جودة القمح المخزن نتيجة تعرضه للإصابات الفطرية والحشرية.