الدوحة_ قنا
افتتح كل من الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وسعادة السيدة إيكاترين ميرين ميكادز سفيرة جمهورية جورجيا لدى الدولة، معرض "كتابة الحضارات: مخطوطات من جورجيا" في المبنى 22 بكتارا، والذي نظمته سفارة جورجيا بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية، حيث قدم المعرض مجموعة مختارة من الآثار العربية الفريدة ومخطوطات من التراث الجورجي التي يحتفظ بها المركز الوطني للمخطوطات والمكتبة الوطنية في جورجيا
ويستمر المعرض حتى 31 اكتوبر الجاري.
وبهذه المناسبة قال الدكتور السليطي :"تُولي المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا أهمية كبرى لمثل هذه المعارض التي تجمع بين الفن والتاريخ، وتشكل كنزًا معرفيًا كبيرًا"، مضيفا " لقد نظمنا في عدة مناسبات العديد من المعارض التي قدمت المخطوطات في مختلف العصور، نذكر منها معرض الإسطرلاب ومعرض آيات من القرآن، اللذين كانا ضمن مهرجان كتارا الرمضاني 2014 تحت شعار "القرآن والفلك".
وبيَّن أن هذا الاهتمام يأتي ضمن استراتيجية كتارا في مد جسور التواصل والتقريب بين الشعوب، واثراء الساحة الثقافية المحلية والعالمية.
من جانبها قالت سعادة السيدة إيكاترين ميرين ميكادز، سفيرة جمهورية جورجيا:" يسعدني رؤية التبادل الثقافي بين جورجيا وقطر يتطوّر، حيث ندعو الزوار من خلال هذا المعرض إلى اكتشاف التراث، وإجراء المقارنات لندرك مدى تداخل الثقافات وأهمية الجغرافيا في تنقل الناس والأفكار والثقافات".
ومن جانبها، قالت الدكتورة كلوديا لوكس، مدير مشروع مكتبة قطر الوطنية:" يسر مكتبة قطر الوطنية أن تشارك في المعرض الرائع الذي يعتبر خطوة أخرى إلى المزيد من التعريف بتاريخ الحضارة الإسلامية، حيث لا يمثّل هذا الحدث أهمية المخطوطات التاريخية المعروضة في قطر فحسب، بل هو عبارة عن صرح فريد لتقديم ثقافات كل الأمم لجمهور أوسع، ونأمل أن يكون هذا المعرض بداية للمزيد من التعاون في المستقبل القريب".
تجدر الاشارة الى أن المجموعات الثلاث للمخطوطات المعروضة تمثل قيمة تاريخية لقطر، حيث تكشف هذه المخطوطات القديمة مدى مساهمة المسلمين في الحضارات التي انتشرت عبر المنطقة الواسعة، من تركيا إلى جورجيا ووصولاً إلى سمرقند، فبالإضافة إلى المواد التاريخية الموجودة في مكتبة قطر الوطنية ومكتبة قطر الرقمية، سنتمكّن من الاستفادة بهذا المخزون الهائل من تاريخ العرب والمسلمين.
وقد ضم المعرض نسخا مكبرة من المخطوطات المتميزة التي يعود تاريخها إلى ما بين القرنين العاشر والعشرين الميلاديين، حيث تحمل هذا الآثار الكتابية شهادة على الإبداع والعلم والفن والثقافة والتقاليد عبر قرون عديدة، موضحة العلاقات بين جورجيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، في مراحل مختلفة.
وتقدم هذه المخطوطات مجموعة عريضة من الأعمال العربية والجورجية في مختلف فروع المعرفة، تتراوح بين أجزاء من القرآن تعود للقرن العاشر الميلادي، ومخطوطات الانجيل في القرون الوسطى ومعاهدات قانونية باللغة العربية والأعمال القانونية الصادرة عن ملوك جورجيا، تشمل أعمالا من القرنين التاسع عشر والعشرين لتاريخ القوقاز باللغة العربية.
كما تحتوي على كتابات من الأدب والشعر بما في ذلك ملحمة "فارس في جلد النمر" لأ شوتا روستافيلي أشهر شاعر في جورجيا في القرن الثاني عشر، بالإضافة إلى مخطوطات في الطب من كتاب "قانون ابن سينا في الطب" الذي استُخدِم على نطاق واسع في أوروبا حتى القرن السادس عشر، وهو معروض مع "كتاب الشفاء" لزازا باناشيرتلي، وهو عالم جورجي عاش في القرن الخامس عشر الميلادي، والذي تتصل أعماله بتراث جورجيا إبّان فترة اليونان والرومان.