عمان ـ بترا
قدمت فنانات تشكيليات اردنيات وعربيات ناشئات حضورا متميزا في معرض الفنانين التشكيليين العرب الأول الذي أقيم في عمان مؤخرا , من خلال لوحات فنية لفتت انتباه الكثير من الفنانين والمهتمين .
حضرت اعمال الفنانات الى جانب قدرات ابداعية لفنانين تشكيليين اردنيين وعرب من ذوي التجارب الراسخة , حيث اسهمن في ايجاد حالة من التبادل الثقافي والفني , واكتسبن خبرات متنوعة جمعت أنماطا فنية متعددة .
فالفنانة والطالبة الجامعية شذى السيد قدمت لوحة فنية تنتمي الى المدرسة السريالية , تصف من خلالها لحظة شعور داخلي يجمع بين متناقضين في ذات الموقف هما : الاشتعال والغضب , والفتور والبرود الشديد , استخدمت فيها اللون الأحمر الغامق احيانا , ومزجته باللون الأزرق والبنفسجي احيانا اخرى .
الفنانة السيد التي تركز في لوحاتها عادة على الشعور الداخلي للانسان , ذات موهبة في الفن التشكيلي منذ الطفولة , ولها مشاركات في عدد من المسابقات الفنية والادبية , واهتمام بالرسم بالفحم , وفازت بالمرتبة الأولى على مستوى المملكة في مسابقة جائزة الإبداع الشبابي التي نظمتها وزارة الثقافة العام 2007 , اضافة الى ذلك فهي تكتب القصة والمسرح.
الفنانة المغربية الشابة ليلى الباز شاركت بثلاث لوحات , مزجت فيها ألوانا من الثقافة المغربية وجسدت فيها الطبيعة والتراث المغربي .
قالت ليلى لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انها عمدت على تجسيد المرأة الأمازيغية كواحدة من مفردات التنوع الثقافي في بلدها، وعملت على إظهار شخصيتها من خلال اللباس ، والزخرفات الممزوجة مع التراث ، كما ابرزت علامات الوجه والوشم .
ورأت ان الفن التشكيلي الأردني، يلتقي كثيرا مع الفن التشكيلي المغربي في تجسيد الطبيعة والألوان المستخدمة , مشيرة الى انها تستخدم الألوان التي تمنح التفاؤل والفرح داخل النفس .
وعن تجربتها قالت ان رحلتها مع الفن التشكيلي بدأت بالكاريكاتير منذ كانت بالمدرسة , وحفزها على الاستمرار بالرسم اهلها واصدقاؤها , اذ شاركت في عدد من المعارض التي نظمت في بلدها وفي الأردن , وهي تكتب الزجل المغربي والقصص وتدرس حاليا الفنون في جامعة أغادير المغربية .
اما الفنانة رولا خليل التي جمعت بين الرومانسية والسريالية في لوحتها , فعبرت عن سعادة كبيرة بمشاركتها كبار الفنانين التشكيليين الامر الذي منحها دفعة تجاه الفن.
واشارت الى انها تركز على الطبيعة في لوحاتها خاصة فيما يتعلق بالاردن , وترسمها بلغة رمزية تنقل جماليات المكان وتحمل أحاسيس عميقة تربط الإنسان بالأرض .
وفي لوحتها المعروضة التي تحمل عنوان (الليل الأزرق) اظهرت القمر وهو يعكس نوره على البحيرة في المساء , اذ استوحت هذا المشهد من إطلالة أم قيس على بحيرة طبرية لما فيه من روعة وجمال , داعية الى اقامة المعرض سنويا لتتكرر مشاركتها , وايضا ليبقى حافزا كبيرا ينهض بالطاقات الإبداعية الأردنية والعربية الناشئة .
فيما قدمت الفنانة إسراء الصغير ذات الستة عشر ربيعا , لوحة مفعمة بالفرح , ومثيرة للشجون , ركزت فيها على الطبيعة خصوصا الورود , ذلك ان حبها له جعل معظم لوحاتها زاخرة به , اضافة الى انها تستهوي رسم البادية والصحراء وحياة الناس فيها , متمنية ان تدرس الفن في المرحلة الجامعية .
وعبر الفنان محمد بوليس المشرف على فعاليات المعرض , عن سروره لنجاح تجربة ومشاركة الفنانين الناشئين الى جانب كبار الفنانين ، وان جمع الفنانين التشكيليين العرب في عمان خطوة كبيرة تجاه تسليط الاضواء نحو الاردن وبانه حاضن للفن التشكيلي ,وايضا لتبادل الخبرات والثقافات .
واشاد بتعاون مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى لاقامة المعرض وإنجاحه, مبينا اهمية الحفاظ على تنظيم المعرض سنوياً .