دمشق _ سانا
تناولت الندوة التي أقامتها مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة تحت عنوان “الرسم النباتي على الخشب” أهمية هذه الحرفة الدمشقية العريقة وضرورة الحفاظ عليها.
شارك في الندوة التي أقيمت في المركز الثقافي بـ أبو رمانة مساء أمس وتخللها عرض فيلم قصير عن حرفة الرسم النباتي على الخشب كل من الباحث محمد فياض أمين تحرير مجلة الحرفي الصادرة عن الاتحاد العام للحرفيين والحرفي المهندس عرفات اوطه باشي.
وبين فياض أن حرفة الرسم النباتي على الخشب أو ما يسمى العجمي كانت تسمى الدهان الدمشقي وهي من الحرف التقليدية القديمة في التراث اللامادي السوري الذي نشأ مع ظهور الاسلام حيث حرص الفنانون على كتابة الآيات القرآنية بشكل هندسي مع المزج مع الأشكال النباتية والابتعاد عن رسم البشر أو الحيوانات.
وقالت فياض “تطور هذا الفن في العصر الاموي بشكل كبير وانتقل إلى الاندلس وإلى عدد من البلاد الاخرى عن طريق الحرفيين الدمشقيين ومن هؤلاء الذين طوروا هذه الحرفة في العصر الحديث كان الحرفي محمد علي الخياط المعروف بأبي سليمان الخياط الذي ولد في دمشق عام 1880 وتوفي عام 1921 تاركا بصمات كبيرة في هذا المجال”.
وأضاف “اشتهر عدد من العائلات الدمشقية المعروفة بهذه المهنة التي لا يزال البعض يعمل بها حتى اليوم ونجد أمثلة كبيرة منها في البيوت الدمشقية القديمة وعدد من الابنية الدينية والتاريخية والدوائر الرسمية في أقطار بلاد الشام مثل مجلس الشعب بدمشق وبيت الدين في لبنان والمسجد الاقصى في فلسطين حيث تزين الرسوم النباتية على الخشب جدران هذه الأبنية”.
من جانبه أوضح اوطه باشي أنه يعمل بهذه المهنة أبا عن جد ويقوم بتعليمها لعدد من الحرفيين من خلال ورشات العمل بهدف الحفاظ عليها خاصة في الظروف الراهنة حيث يتعرض التراث المادي واللامادي والهوية الثقافية في سورية والقطاع الحرفي إلى الاستهداف من قبل الارهاب إلى جانب النقص الحاصل في عدد الحرفيين داعيا إلى الحفاظ على هذه الحرفة وتعليمها.
وأشار اوطه باشي إلى أن هذه الحرفة هي فن اصيل يحتاج إلى المهارة والابداع معتبرا أن نماذج هذا الفن المنتشرة في العديد من البلدان هي من إنتاج الحرفي السوري الذي ساهم بنشر هذه الحرفة إلى مختلف أنحاء العالم.
وحول آلية العمل في هذه الحرفة قال اوطه باشي “الرسم النباتي على الخشب يتم خلال دمج نوعين من الرسم هما النباتي والهندسي فضلا عن الخط العربي وبعد إعداد مخطط الرسم على الورقة يتم اختيار الخشب ثم ينقل الرسم عليه مع استخدام مواد اخرى مثل الزنك وورق الذهب والفضة” مبينا أن الخط العربي متنوع ويتميز بقدرته على محاكاة الرسوم الهندسية والنباتية بشكل فني مميز.