غلب على لوحات معرض الفنانة التشكيلية ايمان قهوجي الذي افتتح مساء الاحد في ثقافي أبو رمانة مواضيع مستوحاة من الطبيعة والبيئة المحلية بكل تفاصيلها بجبالها وأشجارها وسهولها ووديانها. وشملت لوحات الفنانة الثلاثون البيئة الدمشقية وأبنيتها القديمة وعاداتها إضافة إلى الطبيعة التي تباينت بمعانيها وركزت على ما هو في الخيال أكثر من الواقع محاولة تقديم حالة إبداعية جديدة. وعن لوحاتها قالت الفنانة قهوجي في تصريح لسانا: "لقد استخدمت الألوان الزيتية في رسم لوحاتي لأنني اعتبر هذه النوع من الألوان يؤدي مع حالتي الفنية ما يمكن أن يصل إلى ابتكارات جديدة ترتكز على الأصالة والتراث وعلى ما يحتويه الكون من أشياء عظيمة تساهم مع خيال الفنان وعواطفه في الوصول إلى لوحات يجب أن تكون جديدة في مضمونها وبنيتها الفنية". ورأت الكاتبة عدنة خير بك.. أن الفنانة إيمان قهوجي ركزت على الميتافيزيقيا في رسم لوحاتها مبتعدة عن العنصر البشري حيث فرغت البيئة التي رسمتها وكونتها من الإنسان تماما ما يجعل المتلقي يتساءل حول ما تريد الفنانة أن تصل إليه إلا أنها تمكنت من توظيف الألوان بخبرة فنية عبر مزيجها الذي قدم ألوانا جديدة استخدمتها الفنانة في رسم لوحاتها. أما الفنان عاصم زكريا فرأى ان الفنانة التشكيلية قهوجي تمتلك موهبة قادرة على التطور وعلى التعامل مع أدوات الرسم والتشكيل بأسلوب تعبيري وانطباعي فيه ثقافة بصرية اعتمدت على الطبيعة والبيئة في الوقت الذي "كلفت نفسها في التعامل مع الألوان أكثر مما تحتاجه المعاني الفنية التي أتت بها فتسبب ذلك بوجود ألوان مبهرة تحتاج الى جهد أقل للوصول الى حالة متوازنة في تناول الموضوع". وقالت الشاعرة هناء الداوودي "إن لجوء إيمان قهوجي إلى رسم الأحياء الدمشقية ومآذنها جعلها تتفوق على الطبيعة بسبب الواقعية التعبيرية الموجودة في هذه اللوحات أكثر منها في اللوحات التي تناولت خلالها الطبيعة وإن كانت قد اعتمدت على الدهشة وإبهار المتلقي". من جانبها أشارت الشاعرة أسيل الأزعط إلى أن الفنانة قهوجي اعتمدت في لوحاتها على الألوان الزيتية في تناول أكثر من موضوع حيث ظهرت موهبتها الإبداعية باختلاف الطرائق التي استخدمتها فكانت البيئة الريفية والعادات والتقاليد أكثر هدوءا بألوانها من الماء والطبيعة التي ابتعدت فيها عن الواقع من أجل خلق رؤى تدعو للتفكير والارتياح النفسي عند المتلقي. وعن رأيها بالمعرض قالت مها ناجي رئيسة مركز ثقافي أبو رمانة "لجأ المركز الثقافي إلى الاستمرار بتشجيع المواهب الثقافية بمختلف أنواعها الا أن الفن التشكيلي أخذ حيزا أكثر شمولا من الأجناس الاخرى وذلك بسبب تطور الحركة الفنية التشكيلية على ساحتنا الثقافية وكان معرض الفنانة قهوجي نموذجا يمثل الحالة التشكيلية الإيجابية نظرا لما قدمته من إبداعات متطورة ومختلفة استخدمت في تكوينها إحساسا عاطفيا غلب على أكثر لوحاتها".