دمشق - سانا
بمشاركة حوالي سبعين طفلا افتتح في المركز الثقافي بأبي رمانة معرض فني بعنوان "أطفال يرسمون للوطن" عرضوا فيه نتاج إبداعاتهم في ورشة الرسم التفاعلية التي يقيمها المركز كل أسبوع بشكل دوري. وضم المعرض الذي افتتحه مدير ثقافة دمشق عفيف دلة أكثر من مئة لوحة من القياس الصغير إضافة إلى المجسمات المشغولة بالصلصال والأعمال الفنية الأخرى من صنع أطفال تتراوح أعمارهم بين السادسة والخامسة عشرة. وقال دلة في تصريح لـ سانا إن مديرية الثقافة تقيم هذه المعارض كنوع من التشجيع لمواهب الأطفال التي تتجلى في رسومات متقنة ولإظهار الصورة الحقيقية لثقافة السوريين فهي ثقافة إبداع وليست ثقافة خوف وقتل كالتي يريد الظلاميون زرعها في نفوس أطفالنا ومن خلال اللوحات نلاحظ عددا من الرسومات الوطنية التي تحاكي علم البلاد وتحاكي الصمود وبطولات الجيش العربي السوري 00ما يدل على أن الطفل السوري مدرك لما حوله ولما يدور في هذا الوطن وأن له رأيا وموقفا علينا أن نحترمه. وأضاف أن تجربة المعرض الذي يستمر لمدة أسبوع هي تجربة جديرة بالتعميم وجديرة بمواكبة الإعلام لها فواجبنا تسليط الضوء على هوية الطفل الذي نريده اليوم 00والمسألة لا تقتصر على إشغال وقت الأطفال بما هو مفيد بل الهدف من هذه الفعاليات هو الكشف عن الإبداعات وتنميتها ومتابعتها ورسم مسار معين لها بمعنى أن ننتج اليوم من هذا الطفل مشروع فنان 00مشروع مبدع 00مشروع إنسان يستطيع أن يوصل رؤيته ويعبر عن رأيه وعما يريده بطرق فنية راقية. وتحدثت المشرفة على المعرض سوسن رجب في تصريح مماثل أن الورشة مستمرة كل يوم سبت ومفتوحة لكل طفل يستطيع أن يصل إلى المركزالثقافي وأضفنا إليها مؤخرا ورشة بعنوان "الأصدقاء" بهدف تفعيل الحوار الذي يساهم في تنمية شخصية الطفل إيجابيا وتطوير الذائقة الجمالية لديه وتكريس مبادئ الصدق والصراحة في التعبير إضافة إلى كيفية تكثيف الفكرة والتعبير عنها بكلمة. وأضافت رجب أن ما نراه من لوحات وأعمال فنية في المعرض هو نتيجة التشارك والتعاون بين الورشة الفنية وورشة الأصدقاء إذ تم مزج العملين بهدف التأسيس لطفل يحمل قيما إيجابية تنتج مواطنا صالحا مبدعا وراقيا..وكلي أمل أن يتم تعميم هذه الفكرة في سورية لأن المراكز الثقافية هي البيئة الآمنة التي يشعر فيها الأطفال بأنهم في بيتهم 00وبالتالي نحن نحقق فلسفة المحبة التي نشتغل عليها من خلال التشاركية بين الاسرة ووزارة التربية ووزارة الثقافة والمجتمع المدني 00كل ذلك بمساعدة وانتماء هؤلاء الأطفال إلى المركز الثقافي الذي يعبرون من خلاله بتلقائية عن أفكارهم دون تلقين. ومن جانبه اعتبر المشرف على الورشة أحمد حسام الدين أن المعرض هو تتويج مرحلي للورشة لذلك نعتبر أن المعرض هو بداية الورشة التي استمرت أشهرا وليس نهايتها والفكرة هي أن ندخل لأعماق الطفل تربويا قبل أن ندخل فنيا من خلال متابعة النمو الفني عند الطفل الذي لا يقارن بالنمو العمري أو الجسدي لكون الموهبة هي إبداع نسبي يختلف من طفل لأخر ومن واجبنا أن نتعرف على ميوله واتجاهاته الفنية والتقنية التي يحب العمل فيها من "ألوان وطين وصلصال ونفايات الطبيعة والحجوم ثلاثية الأبعاد"00كل طفل حسب شخصيته. وقال إن الورشة مستمرة بعد المعرض مستفيدين من الثغرات والعوائق لكي نتجاوزها ومحاولين استقطاب أكبر شريحة من الأطفال الذين يمكن اكتشاف مشكلاتهم النفسية من خلال عملهم الفني وبالتالي نتواصل مع الأهل في المنزل لايجاد الحلول المناسبة. كما التقت سانا بعض الأطفال المشاركين في المعرض فقالت "غنى ناعسة" صف سادس انها تشعر بالفرح لأن شعورها الداخلي الذي وضعته على اللوحة هو الآن معروض للجميع كما أحبت العمل في الورشة وخصوصا الأعمال الصلصالية إضافة إلى تكوين صداقات جديدة. وأحبت الطفلة نغم أبو ماضي من الصف الثاني المشاركة بالمعرض وأجواء الورشة الممتعة00فيما شرح هاشم بارودي من الصف الثاني أيضا كيف رسم مزهرية وعمل أشكالا بعجينة الصلصال مستفيدا من الملاحظات التي كان يوجهها له الأستاذ00أما زياد الأصيل من الصف السابع فقال إنه أنجز عدة أعمال ولكنها لم تعرض كلها بسبب المساحة التي لا تتسع لكل الأعمال موضحا أنه تعلم في الورشة كيف يكون الصداقات وكيف يتعامل مع المواد ويستخدمها بطريقة صحيحة دون أن يؤذي نفسه أو يؤذي غيره. وقال موفق البيك من الحضور إن أعمال الأطفال عبارة عن كنز من المواهب ولكنها بانتظار من يكتشفها 00ومثل هذا المعرض سيبقى في ذاكرة الأطفال وسيكون حافزا لهم للعبور نحو المستقبل.