معرض القاهرة الدولي للكتاب

في إطار استمرارية العلاقات المتبادلة والراسخة بين مصر والصين، تم توقيع بروتوكول تعاون بين "مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والإعلام" بالصين والهيئة المصرية العامة للكتاب، ويتضمن ضمن آليات التعاون المشترك، نشر وتوزيع مجلة الأدب الصيني "منارات طريق الحرير" مع مجلة "عالم الكتاب" المصرية، خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته "التاسعة والأربعين" تحت شعار "القوى الناعمة..كيف؟".

وأكد الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب أهمية العلاقة بين مصر والصين والتي نشأت منذ آلاف السنين، وذلك في مقدمة العدد الجديد من مجلة "منارات الصينية"، مضيفا" إن الحديث عن الأدب الصّيني لهو حديث ذو شجون..فهو يضع المثقف العربي أمام محاكمة نقدية لذاته المعرفية، التي تشير بوصلتها دائما إلى اتجاهين لا ثالث لهما؛ الزمان، والمكُان، أما فيما يخص الزمان فيتمثل في تراثه المتّكُوَّن من لغته وعقيدته وتاريخه، أي ما يحدد هويته ويؤطرها، وفيما يخص المكان فهو الغرب، الذي نظر إليه طويلا بصفته النموذج المنشود للتقدم سياسيا واجتماعيا وثقافيا، وهو وإن استطاع التخلص من الاحتلال السياسي، فإنه لم يبرأ بعد من التأثير الثقافي الغربي".

من جانبه، أعرب د. زين عبد الهادي رئيس تحرير مجلة عالم الكتاب عن سعادته بهذا التعاون الثقافي والذي يتزامن مع احتفال المجلة بالسنة الثانية لها في إصدارها الرابع، متسائلا: "من يمكنه أن يغرد وحيدا في مجال المجلات الثقافية وفي عالم يشهد تنامي التحالفات في مجالات شتى؟"، كما توجه بالشكر إلى وزارة الثقافة ورئيس الهيئة العامة للكتاب وللدكتور أحمد السعيد، رئيس مجلس إدارة بيت الحكمة على هذا الدعم.

يتضمن العدد الجديد من مجلة "منارات الصينية" سبع قصص قصيرة ومقالتين، منها قصة "أمير المغرب" للكاتب شيو تسي تشن عن مشكلة استغلال عمالة الأطفال، وقصة "البطيخة" للكاتبة: ون تشن، وتتناول ما يتعرض له الموظفون من ضغوط نتيجة اشتداد المنافسة المصاحبة للتطور الاقتصادي، كما تعكس قصة "فوق الجسر" للكاتب الصيني يوهوا الخوف من تحمل مسؤولية إنجاب الأطفال في مجتمع تزداد فيه حدة المطالب المادية الناتجة عن الوفرة والرفاهية لا العوز والفاقة..بينما تحكي قصتا:" أذن على الطريق" للكاتب تشونغ تشو شي، و"رقصة الساحة" للكاتبة يي ماي، من منظورين مختلفين، اللقاءات العابرة التي قد تحدث بين شخصين.

أما قصة "قريتنا على الأرض" من تأليف بي فاي يو، فتنتقل لبُعد الهوية الإنسانية، مشكلة كل العصور ومأزق البشر. فيما تتناول قصة "انفجار جوي" العلاقات الاجتماعية الجديدة بين الأصدقاء مركزة على العلاقات الزوجية، كما يتضمن العدد مقالتين، الأولى للأديب: جيا بينغ وا، عن زيارته لضريح الفيلسوف الصيني كونفوشيوسن والثانية "ليتني أذوب في البراري" للكاتب تشانغ واي، وهي أشبه بصلاة للطبيعة وأنشودة علوية تترنم بما في الطبيعة من طهارة ونقاء.

في حين خصصت مجلة "عالم الكتاب" محوري عدديها تحت عنواني "السياسات الثقافية ومواجهة التخلف"، و "المتاحف في أوروبا ودورها في الاقتصاد"، وكذلك ملفين عن الراحل صالح مرسي والكاتب الروائي مجيد طوبيا، إلى جانب الأبواب الثابتة والأبواب المستحدثة التي تصب في أهداف المجلة من حيث اهتمامها بكل ما يخص عالم الكتاب بأبعاده كافة، والكثير من المقالات والترجمات والمتابعات لأحدث الإصدارات العربية والعالمية.

وأشار مديرا تحرير مجلة عالم الكتاب، الكاتب وائل سعيد والشاعرة سناء عبد العزيز إلى أن العددين سيكونا بمثابة مفاجأة من حيث الشكل والمضمون وهدية حقيقية لقراء المجلة في عامها الجديد.