باريس - أ.ف.ب
تمثل اديت بياف في المقام الاول اللون الاسود مثل ملابسها على المسرح الا ان اعادة اكتشاف هذه المغنية الكبيرة يمر بالوان اخرى في معرض استعادي يقدم في باريس اعتبارا من الثلاثاء.
هذا المعرض الذي ينظم بمناسبة الذكرى المئوية الاولى لاديت بياف التي ولدت في 19 كانون الاول/ديسمبر 1915 وتوفيت في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر 1963، يستمر حتى 23 آب/اغسطس في المكتبة الوطنية في باريس. ويتضمن اكثر من 400 قطعة من صور وكلمات اغان ورسائل وملصقات ووثائق سمعية-بصرية، لم يسبق لبعضها ان نشر من قبل.
ويغطي المعرض كل جوانب الحياة المضطربة لهذه الفنانة التي تجسد "صوت" الاغنية الفرنسية.
اما نجم المعرض فيبقى فستان اديت بياف الاسود. والفستان معروض في باريس، هبة من سكرتيرتها وامينة اسرارها الاخيرة دانيال بونيل وهو "فستانها المفضل" على ما يوضح جويل هوثوول المفوض العام للمعرض لوكالة فرانس برس. والفستان مؤلف من تنورة مغضنة باكمام طويلة لتغطية اثار حوادث سيارات وواسعة لكي تتمكن من رفع ذراعيها عندما تغني. هذا الفستان المصنوع من حبكة الحرير ارتدته بياف في الخسمينيات.
وباعتمادها اللون الاسود، اعتنقت بياف تقليد المغنيات الواقعيات اللواتي سبقنها مثل داميا. ويقول مفوض المعرض "في بداياتها كان الفستان الاسود الذي يدل على الفقر يخدم عرضها كصبية فقيرة انتشلت من الشارع. وقد ادركت بعد ذلك ان هذا اللون هو الاطار المناسب لابراز صوتها".
وللمفارقة ان الصورة الاولى المعروفة لها والمأخوذة من بطاقة بريدية ترويجية معروضة في مطلع المعرض، تظهر بياف مرتدية تنورة مغضنة. وكانت يومها في سن العاشرة.
بعد الحرب العالمية الثانية، اعتمدت اديت بياف الوان العلم الفرنسي الاحمر والابيض والازرق على بعض ملصقاتها. ففد اصبحت المغنية المعروفة باغانيها الموجهة للجنود (مون ليجيونير) والتي انتقلت مرات عدة الى المانيا للغناء امام الاسرى الفرنسيين خلال الحرب، اصبحت في الخمسينات "نوعا من رمز لوطنية توافقية نسبيا" على ما يوضح جويل هوثوول.
وثمة قطعة في المعرض تلخص بياف الوطنية هي قبعة "شارلوت" احد رموز الثورة الفرنسية التي اعتمرتها المغنية في فيلم ساشا غيتري "ايه سي فيرساي ميتيه كونتيه" (1954) الذي تمثل فيه دور ثائرة.
وعلى صعيد الاحمر والازرق والابيض ايضا، هناك قميص الدراج لوي جيراردان الذي كانت تحتفظ به المعنية بعناية في ارشيفها والذي يقدمه المعرض في القسم المكرس لعلاقاتها الغرامية الكثيرة. فقد كان هذا البطل لفترة وجيزة عشيق المغنية بعد مقتل الملاكم مارسيل سيردان في تحطم طائرة. ويقدم المعرض ايضا قفازي بطل الملاكمة.
وهناك ايضا اللون الذهبي مثل ارث بياف، التي تحولت حوالى عشرين من اغانيها (من اصل 400 غنتها في مسيرتها) الى نجاحات عالمية وقد استعادها الكثير من الفنانين من كل البلدان والانواع الموسيقية من فرانك سيناترا ومغنية الروك البريطانية آنا كالقي مرورا بسيرج غينزبور وباتريسيا كاس وشاب مامي.
والذهبي هو لون اسطوانة نادرة يقدمها المعرض وهي واحدة من ستة اسطوانات اصلية لاغان سجلتها بياف في الاربعينات وبقيت غير منشورة لاكثر من ستين عاما. وقد رقدت هذه الاسطوانات ب78 دورة، لسنوات طويلة في ارشيف المكتبة الوطنية.
والذهبي هو ايضا لون جائزتي سيزار واوسكار في نهاية المعرض. وهما الجائزتان اللتان نالتهما الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار لتاديتها دور بياف في فيلم "لا موم" في العام 2007 وقد اعارتهما الممثلة لاغراض المعرض.