اللاذقية-سانا
فنانون تشكيليون شباب ومخضرمون شاركوا في تكريم الفنان السوري امير حمدان من خلال أعمالهم الفنية التي تنوعت ما بين لوحات ومنحوتات فنية جسدت بعناوينها المتنوعة هموم الانسان السوري وخوالجه دون اغفال تخصيص قسم من اللوحات لأعمال الفنان حمدان منذ بداية مسيرته الفنية وحتى الآن. 4
التكريم اقامته مديرية الثقافة في اللاذقية في صالة المعارض بدار الاسد للثقافة وضم أكثر من مئة عمل قدمها 38 فنانا مثلوا في أعمالهم مختلف الاساليب والاتجاهات والمدارس ويأتي المعرض المرافق للتكريم كتحية من طلاب ورفاق الفنان امير حمدان بعد أن تقاعد من عمله موءخرا كمدرس في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية التابع لمديرية التربية في اللاذقية.
/هو أول تكريم لي طوال مسيرتي الفنية وأنا سعيد لأنني حصلت عليه وانا على قيد الحياة/ هكذا بدأ الفنان امير حمدان حديثه لنشرة سانا الثقافية موءءكدا ان وجوده بين كوكبة من أصدقائه وطلابه الذين وجدوا لأنفسهم مكانا في الساحة التشكيلية السورية هو امر مهم بالنسبة له فالتكريم يحمل الفنان مسوءولية كبيرة ليتابع ويعطي المزيد دون توقف.5
ويقول …قدمت في هذا المعرض مجموعة من اعمالي الفنية تمثل تجربتي بالكامل اضافة لأعمال جديدة اتممتها موءخرا وهي بمجملها تتمحور حول الانسانيات والطبيعة والتجريد ولا يمكنني القول ان اعمالي تحمل مفاجئات ونقلات لا تشبه خطي العام بل تطورت بشكل طبيعي وانتقلت من مرحلة الى أخرى لتصل لما هي عليه الآن فاللوحة هي حقل تجارب مستمر لذلك لا يمكنني القول في يوم من الايام انني اعطيت كل ما لدي بل على العكس سأعمل على تقديم المزيد في الفن او من خلال عملي كمدرس بمركز الفنون التشكيلية او في كلية العمارة بجامعة تشرين.
الفنان التشكيلي/ اياد ناصر/ منظم التكريم أشار الى ان الاحتفاء بحياة الفنان وتقدير أعماله وهو على قيد الحياة يجب
أن يصبح عادة تنتهجها معظم الجهات الفاعلة في هذا المجال ولاسيما أن الفنان يعكس مضامين حياة الشعوب ويحكي عن قضية يوءمن بها فكل عمل ينفذه هو حكاية بحد ذاتها.2
ويتابع ناصر…كنت واحدا ممن تتلمذوا في مركز الفنون التشكيلية على يد مجموعة من الأساتذة الكبار من ضمنهم الفنان امير حمدان وشاركت في هذا المعرض بثمانية اعمال تصنف ضمن اطار الحروفيات أكبرها لوحة / بكتب اسمك يا بلادي / اضافة الى أعمال تحكي عن صمود سورية فدمجت الفن التشكيلي مع الحرف العربي وحاولت خلق انسجام بين الخلفية والحروف التي تحمل معنى وصورة مبينا ان مشروعه الفني لم يقتصر على الحرف فقط بل تعداه للبحث ضمن التراث العربي والسوري بشكل خاص عبر مجموعة جديدة من الاعمال التي تصور حارات قديمة في اشارة الى قدرة الفنان على توثيق حياة الانسان بلغة جميلة.
النحت ايضا كان حاضرا في المعرض من خلال اعمال فنية قدمها عدد كبير من النحاتين المخضرمين حيث اكد النحات نزار علي بدر على تنوع الخامات الموجودة ما بين بازلت وحجر وخشب زيتون لافتا انه يركز في اعماله على المرأة في حالاتها المختلفة فالمرأة بالنسبة له هي عشتار المعطاءة الجميلة التي يبرع النحاتون في تجسيدها بتفاصيلها الدافئة.3
بدوره قدم الفنان التشكيلي /حسين صقور/ عملا فنيا واحدا يحمل سمات الحداثة والتجريد وهو الخط الذي يتبعه منذ بداية مشواره الفني وتظهر اللوحة الأنثى بالوان الضوء المختلفة على خلفية ترابية وبشكل يشبه التكوين الكريستالي موضحا انه اراد المشاركة في تكريم الفنان امير حمدان لأن المناسبة تخلق حالة من التواصل الانساني والاجتماعي كما انها تحفز الفنانين على العطاء لكونهم يجدون تقديرا من جمهورهم في نهاية المطاف.
طلاب الفنان امير حمدان أكدوا على تأثرهم الكبير بتعليماته وتوجيهاته التي تتصف بالمباشرة وعدم المجاملة حيث قالت ريم اخرس التي شاركت بعملين فنيين انه استطاع ان يرى نقاط الضعف في عملها ويرشدها للأساليب الصحيحة اللازمة لتجاوزها وتضيف…اتقنت الرسم الزيتي من خلال دراستي في مركز الفنون التشكيلية واحب تقديم اعمال واقعية دون الاعتماد على خط او مدرسة معينة بل ادع ريشتي تقودني الى لوحة تستحق الحياة وافضل بشكل كبير الالوان الباردة والترابية لأنني اراها الاقدر على تجسيد واقع الانسان الموجود بشكل دائم في لوحاتي.
أما زبيدة غزال فقالت ان الفنانين الشباب بحاجة دائما لمن هم اقدر منهم في الميدان الفني ليرشدهم للطريق الصحيح وهذا ما قام به الفنان امير حمدان موضحة انها تتعلم حاليا اصول الرسم الزيتي بعد ان اتقنت اساليب بناء اللوحة وانهائها وتفاصيل الروءية والضوء فمشاركتها في المعرض كانت من خلال لوحة واحدة من وحي الجو العام الذي تمر به سورية الذي ظهر جليا في الخطوط المائلة الدالة على الالم مجسدة تفكير الانسان المشتت والضائع بين كثير من القضايا كما يظهر فيها الايمان بان الخير كامن بالنفس البشرية رغم كل الضوضاء الذي يحيط بها.
بدوره تحدث الفنان التشكيلي عنتر حبيب الذي كان من زوار المعرض عن أهمية وجود اجيال مختلفة تعرض اعمالها الفنية في مكان واحد مما يزيد الزخم ويغني الحدث بلوحات تظهر تنوع الساحة الفنية الزاخرة بخبرات وقامات كبيرة لا تحتاج الى تقييم لكن الجيل الناشىء قدم اعمالا متطورة بالنسبة لتجربته الفنية مما يدل على حدوث قفزة ستتابع طريقها نحو الامام في حال استمر الاحتكاك مع جيل المخضرمين ما يعطي الشباب الحافز ليكونوا ندا لهم في
المستقبل.
يشار الى ان الفنان امير حمدان من مواليد اللاذقية 1955 خريج كلية الفنون الجميلة/ جامعة دمشق وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية