يقدم الفنان عبدالرحمن المغربي معرضه الشخصي الخامس يوم الاثنين المقبل الذي سيفتتحه الدكتور المهندس طلال أدهم بأتيليه جدة للفنون من خلال ( 30 ) عملًا تشكيلياً جديداً تعد امتدادا لتجربته الأخيرة ذاكرة جدار، ويستمر المعرض لمدة أسبوعين.. عن تجربته الجديدة يرى هشام قنديل مدير الاتيليه أن المغربي يضع قدميه بثقة واقتدار على طريق التناقض المتنازع عليه في الفن ذلك الذي يجمع القديم والحديث الأصالة والمعاصرة الشيء وضده ممتلكاً بذلك أداوته وأسلوبه الخاص ذا الصوت المتميز والشخصية مستقلة الملامح مقدما رؤي مختلفة لم يرتدها المشهد السعودي من قبل رغم تأثره بخبرات من سبقوه في هذا المجال ولكن ما يميزه تلك الحلول المبتكرة بأسلوب يميل إلى التجريد.. ولعلك تشعر وأنت تشاهد أعمال عبدالرحمن المغربي بالقِدم التليد وفي نفس الوقت تشعر بروح العصر تشعر بهدوء سطح اللوحة وقلق عميق في أعماقها ,بالبنيات القاتمة والإضاءة الساحرة, يرسم بحس الفنان البدائي وبحس الفنان المعاصر في نفس الوقت ويعالج موضوع لوحاته بنزعة صوفية من خلال دائرة محدودة من الألوان في مقدمتها البنيات –وهولون القديم – الذي يلح على الذاكرة رافضا الموت ببساطة.. ويضيف قنديل: إلى ان المغربى يبحث منذ بداياته بإصرار وعناد عن موضوع يتفرد به محاولا أن يستخلص ملامحه ولغته الخاصة ورؤيته الذاتية والخروج عن الموضوعات التقليدية التي يتناولها اقرانه مع الاستفادة من المدارس الفنية المعاصرة من حيث اللجوء للتجريد واختزال العناصر والتفاصيل واعجابه بالفن البدائي الذي يراه معبرا ابلغ تعبير عن الإبداع والابتكار من حيث البناء المعماري والإحساس بالوجود السرمدي الخالد, واذا كان ازميل الزمن قد محا بالتفتت والتآكل أروع آثار الفن البدائي ,واغرق بالطمس والمحو ملحمة المواجهة الممتدة والمتدرجة بين الانسان وامتلاك العالم , فان ما بقي من فن الامم لا يزال قادرا علي تقديم الجذور الاولى التي عاشت على الارض في الزمن القديم وتراجعت بالفعل اهمية الحضارات القديمة بينما بقى الفن يؤرخ لها وهاهو المغربي يستحضرها بأعمال اقرب الي الشكل النحتي من حيث صلابة الخطوط واتساقها وتأكيد الكتلة في نسيج عضوي واحد حافلة بالترديد والايقاع ومتماسكة البناء مع التأكيد علي استلهام الفنون البدائية والحفريات القديمة وجماليات لغة تشكيلية جديدة خاصة به مستلهما اشكال الفن البدائي القديم والرسوم الاشورية مستخدما العجائن والسطوح والمواد الغريبة ليكسب سطح لوحته ملمسا فريدا وجديدا ,فهذه عظام وغطيان مشروبات غازية ومستهلكات وأشياء مهملة يستخدمها المغربي ويلصقها علي سطح لوحته وأحيانا يستخدم الألوان في طلائها وأحيانا أخرى يتركها كما هي ويربط بين كل هذه الإشكال ويتلاعب بها كيفما يشاء من خلال عملية تداع جمالي وبهذه المعالجات لسطح لوحته يتجاوز المغربي الأطر التقليدية للتصوير مقتربا من فنون الريليف والكولاج بأشكال اقرب إلى التجريدية حيث يضع يده علي جوهر الأشكال ويستبعد التفاصيل الواقعية مقتربا أكثر إلى أشكال خرافية قريبة الصلة بالرسوم البدائية علي الكهوف والجدران القديمة متحاشيا الزخرفيات وبأقل القليل من الألوان وأحيانا تلمح حروف وكتابات متناثرة مجردة دون مدلولها اللفظي تتناغم مع بقية عناصر اللوحة التشخيصية في هارومونية هادئة ..