معرض جدة الدولي للكتاب

رسم الفصل الأخير لمعرض جدة الدولي للكتاب، الذي تنتهي فعالياته الاثنين، محددات مختلفة انعكست على طبيعة العادات الشرائية لزواره، والتي تموضعت في طبيعة "الانتقائية الدقيقة" للكتب التي سيقتنونها لمكتباتهم الخاصة.

قوائم الكتب المحددة، وهي حصيلة الأيام الأولى من بداية تظاهرة المعرض الثقافية، للعديد من الزوار، حضرت في اليوم الأخير، وبشكل أكثر تركيز ودقة، فأمام الدار العربية للعلوم "ناشرون"، كان أحمد الفهيد القادم من العاصمة المقدسة، حدد خارطة طريقه في اقتناء ما يريد من روايات إبراهيم نصر الله، ودراسة "الإعلام والانتقال السلمي للسلطة في تونس".

من خلال جولة "الوطن" الميدانية، يمكنك إدراك بأن فلسفة الذهاب للمعرض للاسترخاء والسير بين ممراته اختفت كثيرا مقارنة بالأيام الماضية، وربما يعود ذلك -وفقا لعدد من الناشرين- بأن محصلة الاقتناء النهائي تكمن في ختامه، فالوقت محدود للغاية، لذا يشير أكثرهم إلى أن قائمة الطلبات هي أبرز ما يمثل هذا اليوم، وتستطيع أن تدرك أيضا بأن تحديد القوائم انعكس على درجة الإقبال الكثيف على دور دون الأخرى، بسبب الانتقاء المعد سلفا.

"لا مجال للاستغراق في الأمر"، عبارة تسمعها بين أروقة معرض جدة الدولي للكتاب من الزوار، فالمجموعات التي رسمت ملامح لأيام الأولى تكاد تكون اختفت تماما لتحل مكانها، إما بشكل فرق ثنائية أو الذهاب فرديا، وهو ما يفضله الكثيرون، كأحمد السلمان، وهو باحث أكاديمي مستقل فضل الحضور في اليوم الأخير مبكرا لقضاء ساعة ونصف الساعة فقط، مصطحبا عربته الصغيرة، لاقتناء ما حدده في الأيام الخمسة الأولى، ولا يريد قضاء أكثر من ذلك خشية وقوعه في "فتنة الكتب"، التي يعشقها بجنون يفوق الوصف، على حد قوله.