الرياض – العرب اليوم
إن كان هناك من عمود فقري في معرض جدة الدولي للكتاب، فإنه يكمن بلا منازع في "الروايات"، التي باتت تتشكل في عرف الكثير من الدور الناشرة، فأكثر من 500 عنوان روائي، يزخر بها المعرض ما بين عالمية وعربية ومحلية.
لكن يبدو أن هناك استقطاباً للزوار يمكن وصفه بـ "التنافس المحموم" بين دور النشر لترويج إنتاجها أو ترجماتها للرويات العالمية، فيما أخرى فضلت الابتعاد عنها بالاعتماد على الروايات السعودية أو العربية عموماً، في ظل وجود إنتاج يفخر به. ما يلفت الانتباه عند تتبع سوق الروايات بمعرض جدة، التي تتباين ما بين الروايات الشهيرة العالمية والعربية، أن هناك إقبالا من العنصر النسائي على اقتناء الروايات، وما حدا بدور النشر المشاركة أن تولي موضوع الروايات على جدول أولوياتها واهتماماتها.
بجوار إحدى دور النشر، كانت مجموعة من الفتيات تسأل بإلحاح عن رواية الكاتب السعودي عبده خال "ترمي بشرر"، الصادرة في 2010 والفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية من ذات العام، والتي تتحدث عن المجتمعات بلسان شخص واعترافاته حيث يعمل في أحد القصور الغامضة في مدينة جدة، يسدي خدمات من نوع خاص لمالك القصر. الإقبال على الروايات العالمية، وبخاصة التي تم تحويل نصوصها إلى أفلام سينمائية، يعد ملمحا آخر من الاهتمام الروائي في المعرض، الذي يأتي بعد توقف دام لـ 10 سنوات، كرواية "آحاد أغسطس" – 224 صفحة - الحائزة على جائزة نوبل للآداب العام الماضي، وترجمت بعدة لغات، والتي صدرت عن دار الساقي اللبنانية، للروائي الفرنسي "باتريك موديانو"، التي تقوم على طريقة طرح الألغاز المتقاطعة التي ينسج منها المؤلف رواية رومانسية يطارد سحرها القارئ لفترة طويلة. الروائية سحر الرهيدي تؤكد في حديثها الصحافي أن جودة الراوية بالنسبة للعنصر النسائي تكمن في حبكتها الفنية ورؤيتها الرومانسية لتسلسل الأحداث، وهي ما يعطي الرواية بشكل عام سوقا رائجة بين الجمهور، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه على ضرورة الاختيار الدقيق، والتحوط من ترجمات بعض الروايات العالمية، التي يملأها بعض الأخطاء اللغوية التي تؤثر على صياغة الرواية.