جدة – العرب اليوم
يحكي شارع المصورين بمهرجان جدة التاريخية "كنا كدا" حكايات وقصصًا مترجمة بصور فوتوغرافية في معارض مختلفة، حيث وقفت تلك اللوحات شاهدةً على زمن استثنائي تتزاحم فيه مظاهر الحضارة من نقوش وزخارف إسلامية وعمارة وطريقة لبس وأسلوب حياة مختلف يستحق أن يترجم بعدّة مخرجات حديثة ويحفظ تراثه بكافة وسائل التكنولوجيا التي تجعله متوارثًا عبر الأجيال.
تحدث عمدة مصوري المنطقة التاريخية ومدير فعالية شارع المصورين صاحب معرض الزي الحجازي الرجالي عمر النهدي بشأن هذه المعارض قائلًا: شارع المصورين يضم سبعة معارض يروي كلٌّ منهم جانبًا مميزًا من جوانب الحياة القديمة لأهالي جدة، فهناك معرض الزي الرجالي الحجازي الذي يعرّف الزوار عن أنواع (الغبانة) وهي العمامة، حيث إنها أنواع مختلفة وتلبس كلّ منها في مناسبة خاصة، فمثلًا هناك غبانة المشبكية التي تلبس مع (البقشة) وهو ما يوضع على الوسط و(المصنف) وهو الشال الذي يوضع على الكتف وهذا الزي يسمى لبس الحارة أو لبس لعبة المزمار. ومن أشهر أصناف الغبانات الأدبة، وتليها البريسمي والبغدادي والعقاد وأبو كفيّن.ويقول الفنان حمود المجنوني عن معرضه: فكرة معرضي جاءت لإبراز المظاهر الجمالية للعمارة الإسلامية القديمة المتمثلة ببيوت جدة القديمة من أربع جهات، حيث ركزت في تصويري على التقاط الصور من أسفل لأعلى في مسار معين طولية وعرضية وعكسها، بحيث إن الذي يشاهدها يستطيع أن يرى ذات اللقطة من الأربع جهات دون تشتت أو اختلاف، وهذا الأسلوب في التصوير يجعل المشاهد يحتار أين كان يوجد المصور وقت التقاط الصورة..!ومن المعارض التي تضمتها الفعالية، معرض الفنانة هناء التركستاني الذي يستعرض التصوير التجريدي للرواشين، ومعرض وفاء يريمي الذي يصور جمالية الأبواب التاريخية من عمر 100 عاما، كما أن الشارع ضم معرض الفنان نايف الزهراني الذي صوّر الألعاب القديمة في أبهى صورها مستعرضًا براءة الطفولة وبساطة الحياة آنذاك والسعادة التي تعلو الأطفال وهم يلعبون رغم قلة الخيارات. وهناك معرض البيوت التاريخية في المنطقة التاريخية والتي اعتمت بتصويرها داليا باجود، وأخيرًا معرض الفنان مازن فلمبان الذي جسّد المهن والوظائف القديمة ومدى جدّية العاملين في أعمالهم وإتقانهم لها رغم عدم وجود تسهيلات العصر الحديث ولا أدواته.وعن المعارض يقول الزائر وليد العيسائي: لفتتني كثيرًا اللوحات المعروضة خاصة تلك التي تفصل استخدامات الزي الرجالي قديمًا فعلى الرغم من أني حجازي إلا أني لم أعرف أسماء العمامة قديمًا ولا المناسبات التي تُلبس فيها إلا من خلال هذا المعرض.
و تذكر أمل باحمّاد: من أجمل فعاليات مهرجان كنا كدا شارع المصورين، إذ إنه يعكس جماليات المنطقة بصور دقيقة ثابتة تجعل الزائر يبحر في تفاصيلها وكأنه يستعيد تلك الأيام، ومن أروع المعارض معرض الفنان حمود المجنوني الذي يحير الشخص كيف له أن يرى الصورة نفسها وهو يأخذ استدارة كاملة حولها، فهذا النوع من التصوير احترافي بدرجة كبيرة ويستحق أن يكون في معرض بحجم مهرجان جدة التاريخية.
ويوضح أمير الحربي: معرض ألعاب زمان استوقف أبنائي كثيرًا وجذبهم لمعرفة المزيد عن الألعاب التي شاهدوها في الصور فظلوا يسألون بلا توقف وتعلوهم نظرات الإعجاب والدهشة خاصةً بعد أن عرفوا مدى تواضع الأدوات المستخدمة في صناعة الألعاب قديمًا وقارنوها بما يملكونه من ألعاب في العصر الحديث.