جانب من المعرض

يدشّن متحف الفنون المعاصرة في كازوريا على مشارف نابولي، معرضاً مخصصاً للنساء في منطقة واقعة تحت قبضة المافيا وتنتشر فيها المفاهيم الذكورية وأعمال العنف. ويقدم معرض «أنا امرأة» أعمال أكثر من 80 امرأة من العالم، وهو مخصص للنساء. وتبقى أبوابه مفتوحة حتى 8 آذار (مارس) 2015. وصاحب هذه الفكرة هو أنطونيو مانفريدي.

وتُعرف هذه الضاحية الفقيرة في نابولي بروابطها بمافيا «كامورا» أكثر من مبادرتها الريادية في مجال الفنون. ويجيب سكان المنطقة عندما يُسألون عن الطريق المؤدية إلى المتحف «هل يوجد متحف هنا؟».

ولا يثير هذا التصرف استغراب مدير المتحف مانفريدي، ابن كازوريا الذي وسع آفاقه بفضل النحت والتصوير وحمله شغفه إلى الصين. وقال: «ليست المسألة أنهم لا يعرفون أننا هنا بل أنهم لا يتصورون أن نكون هنا». لكن المتحف لم يوفر جهداً لشد الأنظار. ففي العام 2011، حصل مانفريدي على الحق في «المنفى الفني» في برلين باعتبار أنه مضطهد من الحكومة والمافيا. وفي العام 2012، أضرم النيران في أعمال فنية للتنديد بخفض موازنة وزارة الثقافة.

ويعول المتحف على المساعدات العامة والمبادرات التطوعية والهبات ومبيعات بطاقات الدخول، علماً أنه لا ينشر أرقاماً عن عدد زائريه.

وقال مدير المتحف إن «فتح متحف للفنون المعاصرة هو بمثابة استفزاز في هذه المنطقة المعروفة بمثلث كامورا». ولا تروق هذه المبادرة لزعماء المافيا المحليين ويتلقى مانفريدي تهديدات باستمرار منذ افتتاح المتحف عام 2005.

وخلال معرض مخصص لفنانين أفارقة، وضعت دمية سوداء مطعونة بسكين أمام المدخل، كرسالة تهديد مبطنة من المجموعة الإجرامية التي تسيطر على حركة المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يتم استغلالهم في الحقول المجاورة، كما قال مانفريدي. وفي أواخر العام الماضي، تلقى المتحف اتصالاً سأل فيه صاحبه المدير هل يريد معطفا كهدية للعيد. وكشف مانفريدي أن «كلمة معطف تدل هنا على التابوت».

ولا شك في أن المعرض الأخير لن يلقى استحسان المنظمة الإجرامية ، ذلك أن «النساء الأفريقيات هن مجرد مومسات في نظر الكامورا. ويعدّ تنظيم هذا المعرض بمشاركة نساء من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط بمثابة استفزاز. والحال لن تكون كذلك في دوسلدورف (ألمانيا) أو إدنبره (إسكتلندا)، لكنها هكذا هنا»، وفق مانفريدي.

ويتمحور معرض «آ يام وومان» على أعمال العنف الزوجي والتحرش بالأطفال والرقابة، على أمل تسليط الضوء على هذه الآفات والإشادة بقوة النساء وجمالهن من خلال الصور واللوحات وأشرطة الفيديو. ومن الفنانات المشاركات فيه اليمنية أنغام، أشهر اللواتي صورن نساء محجبات يعزفن على الغيتار أو يقرأن القرآن في ضوء مصباح جيب، والبرازيليتان هيلينيتا بيروزو وكاسيا أريستا والألمانية أستريد ستوفهاش.