لوحة للفنان إحسان برهان

يأتي معرض الفنان إحسان برهان تلخيصا لروائع أعماله على مدار مشواره الفني، حيث اجتمعت أكثر من أربعين لوحة على جدران المركز السعودي للفنون التشكيلية وتحمل فكرا ورؤى ميزها بأسلوبه الواقعي، كما تنوعت المواضيع والأساليب الفنية التي طرحها في لوحاته التي تصور البيئة السعودية بحاراتها وأبنيتها القديمة وحقولها وبساتينها، ويأتي هذا المعرض الذي افتتحه الفنان التشكيلي هشام بنجابي وسط حضور لفيف من أصدقاء وجمهور الفنان الكبير بعد معرضه الأول الذي أقيم في القنصلية الفرنسية.

في البداية تحدث الفنان هشام بنجابي عن تجربة برهان قائلا: الفنان إحسان برهان في مقام الإبن لي وأنا متابع لأعماله منذ قرابة ثلاثين عاما، وأجده في هذه الفترة أثبت نفسه في الساحة التشكيلية بأعماله القوية التي تصل بك دائما إلى قمة العمل الفني.

وحول المعرض قال الفنان إحسان برهان: اعترف بأن هذه الخطوة جاءت متأخرة لأني انشغلت بفن الديكور، إلا أنه على الرغم من هذا الابتعاد لم أتوقف عن الرسم، وأعمالي أقدمها بتلقائية مكشوفة، والبيئة هي الأكثر حضوراً في لوحاتي لكونها جزءا مني عشت بتفاصيلها كما عاشها آبائي جعلني أرسم المدينة الحجازية بتضاريسها وبيوتها القديمة ورواشينها، أما الأسلوب الفني الذي أفضله عند الرسم فهو الواقعي أو التعبيري وأحاول الابتعاد ما أمكن عن التجريد ليتمكن أكبر عدد من الجمهور من الدخول إلى عالم اللوحة وقراءتها وتلمس معانيها والجماليات التي تحملها بعيدا عن الغموض المعقد.

من جهتها أشادت مديرة المركز السعودي للفنون التشكيلية الفنانة منى القصبي بالمعرض وتجربة برهان وقالت: يعتبر إحسان برهان من الفنانين الذين استطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم عالما خاصا، حيث تميز بسحر عالمه التعبيري ليسرد من خلاله البيئة والواقع، قدم من خلال ذلك معرضا منوعا بصريا وفنيا، ولد احساسا لدى المشاهد أن اللوحات لعدة فنانين وليست لفنان واحد، وهذا جانب يحسب له، وقد طرح برهان من خلال لوحاته مواضيع انسانية تراثية نابعة من إحساسه بالآخرين وتأثره بهم لينقل همومهم وأحاسيسهم بريشته.

وكشف الفنان التشكيلي عبدالله نواوي عن السمات في لوحات برهان فقال «الفنان إحسان من الفنانين الذين تابعتهم قبل 25 سنة وهو فنان يتطور يوما بعد يوم واعتبرهم من الأوائل في العملية الانطباعية والواقعية في أعماله التشكيلية، وهو يتميز بمحافظته على قوة عمله ونوعية الخامة التي يستعملها خاصة في الالوان الزيتية، وأجد ان هذا المعرض يعتبر قفزة رائعة خاصة في رسوم الخيول والشخصيات ورسوم الرواشين القديمة التى تمثل التراث القديم وهذا بمثابة تسجيل للحركة التشكيلية وللفن التشكيلي بشكل عام، ومن الملاحظ أن الفنان إحسان يعد من أفضل الفنانين التسجيليين حيث استطاع أن يصور ويسجل واقع الحياة، كما أن أعماله يقدمها بفكر وليس بارتجال».

ويحصر الفنان التشكيلي يوسف إبراهيم الحديث في حدود ما قدمه برهان في معرضه الأخير قائلا «هو فنان تخطى بإبداعه حدود الجمال واستطاع بريشته ورؤيته النقية وفكره الجميل توثيق مجموعة رائعة من التراث القديم، كما استطاع تجاوز الكثيرين بأسلوبه وفكره وان كان غائبا لفترة طويلة عن الساحة التشكيلية، لكن أعماله وإبداعه كانا حاضرين ويحكيان قصصا ساهمت ريشته على عدم اندثارها، كما يتميز برهان بثقته في استخدام اللون والتباين الواضح والانسيابية الجميلة في الحركة والتفاصيل التى قد لا تلحظها إلا أعين فنان واع نقي».