مكة المكرمة – العرب اليوم
اولت المشاريع المتعاقبة لتوسعة المسجد الحرام أهمية خاصة بحفظ الموجودات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية والمقتنيات الأثرية الخاصة بالمسجد الحرام، ويعتبر معرض عمارة الحرمين الشريفين فريدا من نوعه على مستوى العالم من حيث كونه يختص بعرض مقتنيات الحرمين الشريفين.
وأوضح الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أنه جريا على عادة الرئاسة في الحفاظ على المقتنيات التاريخية التي نتجت عن توسعات المسجد الحرام والمسجد النبوي السابقة فقد تم توجيه الإدارة العامة للمشاريع والدراسات بإعداد الدراسات اللازمة لتوسعة المعرض لاستيعاب القطع الأثرية والنقوش الكتابية التي جرى حصرها وتوثيقها بكافة وسائل التوثيق العلمية، وجار العمل على ربطها بنظام المعلومات الجغرافية (GIS)، وقد سبق للرئاسة أن أضافت ما نتج عن مشروع التوسعة الجزئية للمطاف التي تمت في عام 1426هـ وكذلك مشروع تسوية مناسيب الحرم القديم التي تمت في عام 1427هـ إلى المعروضات الخارجية وشمل ذلك الأعمدة والتيجان التي نتجت عن هذين المشروعين.
وأشار إلى أن معالم المشروع ستتضح بشكل دقيق بعد اكتمال مرحلتيه الثانية والثالثة التي تنفذ هذا العام والعام المقبل وذلك من خلال الإبقاء على الرواق العباسي في النواحي الشمالية والجنوبية والغربية بعد أن يتم ترحيل الرواق الشرقي المتمم للرواق العباسي باتجاه الغرب لإفساح المجال لتوسعة مسار الطواف في الأدوار العليا، بالإضافة إلى تنزيل منسوب أرضيته إلى منسوب صحن الطواف لضمان الربط الأفقي الفعال بين صحن الطواف والقبو وانتهاء بالساحات الخارجية.
مدير المعرض محمد بن مصلح الجابري أوضح أن المعرض أصبح أحد المعالم الرئيسية التي يقصدها ضيوف الرحمن للاطلاع على مراحل تطور عمارة الحرمين الشريفين.
وأضاف الجابري، إن المعرض يعرض التوسعات التي شهدها الحرمان الشريفان عبر العصور، خصوصا التوسعات السعودية، ويضم بعض المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية منذ بداية العصر الأموي، مثل: عمود الكعبة المشرفة (65هـ)، وسلمها (1240هـ)، وبابها (1363هـ)، وميزابها.
وبين أنه استحدث هذا العام صالة عرض مرئي، وتوزيع مصحف وعبوة ماء زمزم لكل زائر، وحافلات مجانية لنقل الزوار ما بين ساحات الحرم والمعرض ذهابا وعودة، وخدمات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل تجوالهم داخل قاعات المعرض.
ومن أبرز مقتنيات المعرض عمود الكعبة المشرفة الذي يعد أحد الأعمدة الثلاثة التي كانت داخل الكعبة المشرفة ويرجع تاريخها لعمارة الكعبة المشرفة في عهد عبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما عام 65هـ.
وتم استبدالها في الترميم الأخير للكعبة المشرفة في عام 1417هـ. ويتكون العمود والذي يأخذ شكلا اسطوانيا بارتفاع 7.30م وقطر 85 سم من قاعدة مربعة الشكل قوام زخرفتها وريدات، وفروع، وأوراق نباتية تتكرر بكامل القاعدة. أما التاج فيأخذ من أعلاه شكلا مربعا ومن أسفله دائري الشكل وما بينهما شغلت بأشكال المقرنصات، كما يوجد بجانب العمود القاعدة الحجرية التي كانت تحمل العمود داخل الكعبة المشرفة والتي يرجع تاريخها أيضا لعام 65هـ.