أبوظبي ـ وام
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع اليوم النسخة الثانية من المعرض والمؤتمر السنوي " قادرون 2015 " الذي يهدف إلى تمكين وتعزيز مشاركة ذوي الإعاقة في منطقة الشرق الأوسط ويعرض أحدث التطورات في مجال الحلول التنقلية وحلول الحياة المستقلة وإعادة التأهيل ويستمر حتى 26 مارس الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض .
وأكد معاليه في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية بقاعة المؤتمرات أن افتتاح هذا المؤتمر الهام يهدف إلى تعميق وعي الجميع بالقضايا والأمور التي تمس ذوي الاحتياجات الخاصة بما في ذلك احتياجات هؤلاء الأفراد وأسرهم ومسؤولية المجتمع تجاههم والفوائد الكبرى التي تعود على الجميع من دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع جوانب الحياة وتوفير حياة كريمة ومنتجة لهم تتاح لهم فيها فرص التعليم الجيد والعمل النافع والرعاية الصحية الكاملة والإسهام الفاعل في مسيرة المجتمع .
وعبر عن حرص دولة الامارات على تمكين جميع أبنائها وبناتها لافتا الى أن الامارات دولة لا تقيم وزنا لأية عوائق أو حواجز أمام التنمية الكاملة للجميع و دولة لا تعترف بالمفاهيم البالية عن العجز أو الإعاقة .. إنها دولة صادقة ومخلصة لتعاليم الدين الحنيف في الحرص على كرامة الإنسان والدعوة إلى تحقيق العدل والمساواة بين الجميع .
وأشار الى أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت ولاتزال إنجازات مهمة في توفير فرص الحياة الكريمة لذوي الاحتياجات الخاصة وهي إنجازات تتخذها الدولة أساسا متينا لاستمرارية الانطلاقة ولمواجهة كل التحديات التي يواجهها هؤلاء الإخوة والأخوات في الحاضر والمستقبل لافتا الى أن كل ذلك ينبثق من الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الذي يؤكد دائما أن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم حقوق كاملة في الرعاية والتعليم والنمو والتوظيف والمشاركة الكاملة في مناحي الحياة .
وقال إن انعقاد هذا المؤتمر مناسبة مواتية لتقديم فائق الشكر والتقدير والاحترام إلى صاحب السمو رئيس الدولة والتعبير عن الاعتزاز والفخر للعيش في هذا الوطن العزيز الذي يلتزم في ظل قيادة سموه بتهيئة سبل الحياة الكريمة لجميع الأبناء والبنات دون أي تفرقة أو تمييز .
ولفت الى أن انعقاد هذا المؤتمر في مدينة أبوظبي إنما يجسد في الوقت ذاته الدعم القوي والاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لذوي الاحتياجات الخاصة وحرصه القوي على توفير كافة الفرص أمامهم للاندماج الكامل في مسيرة المجتمع مشيرا الى ما يؤكد عليه سموه دائما أن ذلك يمثل عنصرا مهما في التنمية البشرية الناجحة في الإمارات وأن الوطن يحتاج إلى قدرات وإسهامات كافة الأبناء والبنات .
ووجه الشكر و الامتنان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على توجيهاته الصائبة دائما في الأخذ بأفضل ما في العالم من إجراءات وممارسات لتنمية قدرات وطاقات أبناء وبنات الدولة باعتبارهم ثروة وطنية كبرى حتى يتحقق بهم للإمارات كل تقدم وازدهار في الحاضر والمستقبل وعلى السواء .
وأشار الى الجهود العظيمة لأم الإمارات الوالدة الفاضلة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة التي تهتم غاية الاهتمام برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وإتاحة كافة الفرص أمامهم للإسهام الكامل في مسيرة المجتمع بل وتوفير كافة سبل الدعم والمساندة لهم ولأسرهم .. وتقدم بالشكر والامتنان والتقدير لجهود سموها في سبيل تحقيق التنمية البشرية الحقة لجميع أبناء وبنات الوطن .
وأضاف معاليه أن جدول أعمال المؤتمر يسلط الضوء على عدد من الواجبات والمسؤوليات التي يجب مراعاتها وتنفيذها بكل حرص وإخلاص.
وأكد أهمية دعم عمليات الإدماج الكامل والتام لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع .. وشدد على الواجب والمسؤولية في معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة على قدم المساواة مع جميع أفراد المجتمع في المدارس و في مواقع العمل و في النوادي ومؤسسات الرياضة بل وفي جميع مناحي الحياة و الدفاع عن حقوقهم ومساندة جميع المنظمات والمؤسسات التي تسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع و يحقق لهم كافة هذه الحقوق والصلاحيات.
ونوه إلى أهمية تضافر كل مؤسسات الدولة والمجتمع العامة منها والخاصة على السواء في سبيل إحداث هذه التغييرات الإيجابية و تأكيد الالتزام والمسؤولية لدى الجميع بأهمية أن يأخذ ذوو الاحتياجات الخاصة كافة الحقوق والصلاحيات التي يوفرها المجتمع لكافة الأبناء والبنات .
وأشار الى أن تحقيق هذه الأهداف الوطنية السامية يتطلب الابتكار المستمر والنظرة الواثقة نحو المستقبل والعمل معا في سبيل بناء القدرات الوطنية في هذا المجال الإنساني والمجتمعي الهام سواء القدرات البشرية أو القدرات المؤسسية أو القدرات التعليمية أو القدرات التي تتعلق بكافة عناصر بنية المجتمع بشكل عام .
كما أكد معاليه أهمية تدريب العاملين في هذا المجال على أعلى مستوى وكذلك تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم للعمل في هذا المجال وفي مجالات الإنتاج كلها لافتا الى أن المؤتمر إعلان قوي عن أن التعليم الجيد والعمل المنتج للجميع الطريق الأكيد لتعميق ثقة الفرد بذاته وبمجتمعه وبوطنه بل وأيضا تأكيد ارتباطه وولائه وانتمائه إلى هذا الوطن العزيز .
وأوضح أن دولة الإمارات من خلال اهتمامها بجميع أبنائها و بناتها إنما تجسد التزاما قويا بنظرة إنسانية ومجتمعية متطورة تتفق مع أسمى المبادئ والأعراف البشرية يكون فيها كل فرد أيا كانت مواهبه وقدراته ثروة وطنية كبرى تتحقق به ومن خلاله الحياة الكريمة للفرد والتقدم والازدهار للمجتمع كله.