يعود دان براون الى بقعة الضوء برواية جديدة من وحي قصيدة "الجحيم" لدانتي. وكحال روايته الشهيرة "شيفرة دافنشي" فيتوقع أن تصيب نجاحا تجاريا هائلا لأنها تقيم أعمدتها الرئيسية على تلك الوصفة السحرية نفسها. وقد ارتفع الروائي الأميركي دان براون الى أعلى سماوات الشهرة مع نشر كتابه "شيفرة دافنشي" (2003) الذي جمع بين دفتيه خبايا التاريخ الكنسي الكاثوليكي وعناصر التشويق البوليسي. وهكذا صارت الرواية من أهم الأحداث الأدبية المعاصرة إذ ترجمت الى نحو 45 لغة (إضافة الى شاشة السينما) وبيع منها ما لا يقل عن 80 مليون نسخة حتى العام 2009 فقط. وكان عمله المدهش هذا أحد خمس روايات أصدرها بين 1998 و2009. لكنه تمتع منذ ذلك الوقت بـ"عطلة" طويلة كثرت خلالها التكهنات حول رواية جديدة... أي رواية... وهذا لأن اسمه فقط يكفي لبيع عشرات الملايين منها بغض النظر عن مستواها الأدبي والفني. والدليل على هذا أن مليون نسخة ورقية وإلكترونية من روايته الأخيرة "الرمز المفقود" بيعت يوم صدورها نفسه في الولايات المتحدة فقط. والآن، بعد أربع سنوات من "الصمت"، يخرج هذا الروائي الموهوب برواية جديدة وفقا لما تناقلته الصحافة الأميركية والبريطانية. فقالت إنها رحلة في "جحيم دانتي" الذي صوره في الجزء الأول من ملحمته الشعرية الشهيرة "الكوميديا الإلهية". وعلى طريقة الشيفرات والألغاز التي تعج بها رواياته، اختار براون أن يكون اسم روايته الأخيرة هذه نفسه لغزا يحله أتباعه على موقع "تويتر" قطعة وراء الأخرى. ففي كل مرة تأتي فيها رسالة تحمل عبارة #DanBrownTODAY تظهر قطعة واحدة من فسيسفاء تحمل لدى اكتمالها كلمة Inferno "الجحيم". وعلى شاكلة "شيفرة دافنشي" التي استندت بقوة الى رموز تتعلق بنظريات وتأويلات عدة للتاريخ السري وراء لوحات مثل "العشاء الأخير" و"الموناليزا" ومعاني رموزهما، فإن "الحجيم" تقوم على النظر في معان عميقة لقصيدة دانتي وتأثيرها على الحياة المعاصرة. ووفقا للتقارير الصحافية فمن المتوقع أن تثير هذه الرواية الأخيرة عاصفة أخرى من الجدل تهب من الكنيسة أيضا... على غرار "شيفرة دافنشي" التي تزعم وجود سلالة من أبناء وأحفاد النبي المسيح ومريم المجدلية. لكن الصحف نقلت عن براون قوله إن ما يقدمه في "الجحيم" رؤية للمعاني الدفينة في ملحمة دانتي لم تتح له رغم دراسته لها وهو طالب. ويقول: "اتمنى أن آخذ القارئ معي في هذا الكتاب الجديد عبر دهاليز سرية لم تطأها قدم من قبل، في رحلة مشحونة بالرموز والغموض. أعدكم بقدر لا بأس به من الإثارة والتشويق". ويقول جيسون كاوفمان، محرر أعمال براون: "اولئك الذين فتحوا الصفحة الأولى من "شيفرة دافنشي" ووجدوا انهم ينزلقون فجأة الى عالم مدهش من الألغاز والأسرار سيجدون أنفسهم أمام شيء مشابه ويمكن القول إنه أكثر إثارة". ويتخذ براون من شخصيته "روبرت لانغدون"، عالم الرموز الأميركي، بطلا لهذه الرواية، فيعود مطلاً على القراء كما فعل في "شيفرة دافنشي" و"ملائكة وشياطين" و"الرمز المفقود". وهو يعود في الرواية الجديدة الى أوروبا – إيطاليا مجددا – حيث يغوص في ألغاز وأسرار ذات تشعبات ومضامين دولية هائلة... إلى آخر هذه الصيغة المضمونة لاجتذاب المشترين. وعلى ذكر الشراء فستطبع من هذه الرواية مبدئيا 4 ملايين نسخة لتوزيعها في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ابتداء من 14 مايو / ايار المقبل. ويذكر أخيرا أن العدد الإجمالي الذي بيع من روايات براون الصادرة حتى الآن يزيد على 200 مليون نسخة، وهذا قبل إضافة عدد النسخ المترجمة الى 45 لغة حول العالم.