بيروت - لبنان اليوم
يواصل الروائي شاكر خزعل اعتماد نهج المجازف الذكي. الكاتب الرحّالة الذي دخل قلوب كثر لأنّه يصطاد حبكة قصّته ويحدد الهدف من ورائها. فيروس كورونا لم يلجمه عن المضيّ بمولوده الجديد... وهذه قصّته.
رواية "نرد الحياة" المرتقبة خامس أعمال خزعل، إنها قصة اللاجئ العراقي أصلان، الذي يفخر بكونه من أصل إيزيدي، انتهى به المطاف ليجد نفسه في كازينوات نيفادا. وهناك توجب عليه أن يربح مبلغاً كبيراً من المال ليحرر زوجته الحبيبة فريدة، أسيرة الاستعباد الجنسي لدى "داعش". حوادث القصة تتنقّل بين الصراعات الدموية في العراق والإغراءات في ولاية لاس فيغاس، ليتساءل خزعل في روايته عما إذا كان بإمكاننا محاسبة الحياة من خلال الحظ.
خيار شخصية أصلان الإيزيدي ليس اعتباطياً، بل هو خميرة زيارة قام بها خزعل إلى العراق وسمع روايات مدمّرة من عائلات وأشخاص إيزيديين، فرأى أنّ قضيّتهم تستحق عدم التوقّف عن الإضاءة عليها، ويقول خزعل لـ"النهار": "أحببت تقديم المعاناة بطريقة مختلفة، مضحكة وفي جوفها أسى متنقل ما بين لاس فيغاس والعراق". ويستطرد: "أصلان يجسد قصة أي شخص يقرر تحدّي ظروف قاهرة لأجل من يحب، حتى لو كلّفه الأمر التضحية بكل ما يملك، فهذه الشخصية تذكّرني بمعاناة اليوم رغم أنّ الرواية كتبت العام الفائت، نحن في عالم تحدّي فيروس كورونا، ورغم ذلك علينا عدم إغفال قضية الإيزيديين".
كان من المقرر أن يصدر شاكر روايته في الأشهر المقبلة، ولكن مع بدء انتشار الوباء العالمي وإغلاق معارض الكتاب وما لحق ذلك من تأثير مباشر على إنتاج رواية "نرد الحياة"، لم يرغب خزعل في الاستسلام، بالنسبة إليه "القراءة أمر مقدّس" وهو دواء في هذه المرحلة الصعبة، لذا قرر إصدار الفصل الأول من الرواية مجاناً للقرّاء كعربون شكر إلى كل ملتزم في الحجر المنزلي عبر Kindle و iBooks وموقع الكتاب للتحميل المجاني life-dice.com.
لم يكتفِ شاكر بهذا القدر، بل قدّم والرئيس التنفيذي لمجموعة "نمبايس" أيمن جمعة، تجربة تفاعلية هي في مرحلة قيد التطوير، ستتيح للقراء فرصة مشاهدة الرواية من خلال مسح رمز في الرواية لمشاهدة مقطع فيديو يرتبط بالحبكة. وفي نهاية الرواية، يتاح للقراء قراءة واحدة من ست نهايات مختلفة.
وبالتالي، فإنّ هذا التفاعل الذي يسعى خزعل إلى إيجاده بينه وبين القارئ سيأخذه في نهاية المطاف إلى إعادة النظر وتعديل الحبكة: "أدعو القراء لمشاركة تعليقاتهم باستخدام الهاشتاغ #LifeDice أو التقييم عبر الإنترنت أو الاتصال بي مباشرة. وبناءً على ذلك، يمكنني التعديل على بعض أجزاء الرواية. أريد قرائي، ومن راحة منازلهم، أن يؤثروا في هذه الرواية وأن يكونوا جزءًا منها في كل خطوة ". ويضيف: "أريد أن اتفاعل مع القراء إلى أقصى الحدود، أريد ان أسمع ملاحظاتهم".
خزعل يخوض اليوم تجربته الأولى مع التكنولوجيا في ما يتعلق بإحدى رواياته، لكنه يبقى متمسكاً بالرواية الورقية التي لا تزال تحمل نكهة خاصة: "هناك حرمة للقراءة والكتابة، نستطيع أن نطورها من خلال عالم التكنولوجيا ولكن لا يمكن أن نلغيها".
قد يهمك أيضاً :
هيئة الكتاب تصدر ديوان " الحديقة داخل البيت " للشاعر عبد الله أبو بكر