ضمن سلسلة ابداعات التفرغ التي يصدرها المجلس الأعلى للثقافة، صدرت مؤخرا مجموعىة قصصية جديدة للروائي والقاص حسين عبد الرحيم بعنوان "زوم إن"، بغلاف للفنان هشام نوار. ويهدي حسين عبد الرحيم مجموعته القصصية إلى زوجته وابنتيه.. وإلى "هؤلاء الذين قابلتهم في المشوار الطويل: لقطة قريبة للزمان والأمكنة". وتضم المجموعة 21 قصة قصيرة تربط بينها محاولة الكاتب لملمة ذاكرة مبعثرة، لرسم صورة واضحة نوعا لما كان شاهدا عليه من أحداث واكبت وأعقبت هجرة أسرته القسرية من مدينة بورسعيد عقب هزيمة 1967، وكذلك ما شهدته المدينة نفسها خلال العدوان الثلاثي في 1956 وفي أعقاب الانفتاح الاقتصادي الذي شوهها روحا وجسدا. يسرد حسين عبد الرحيم في هذا العمل قصصا تقطر ألما وشجنا وحنينا ويأسا، بلغة يغلب عليها التشظي، ومشاعر تبلغ في أحيان كثيرة حد الهذيان وتقف على حافة الجنون، من فرط عبثية مآلات الأمكنة والشخوص، واختناق الحاضر وانسداد أفق المستقبل. في إحدى قصص المجموعة وعنوانه "..وهذا البلد"، يقول السارد:"بورسعيد يا مجدي الغابر. أول العرب. هذه البنايات المتهالكة التي كانت دوما براقة بزخارفها الأرابيسك. طولون- الشارع والبشر، وها هي الحاجة فاطمة بنت الحاج حسن، رحلت بعدما شهدت العدوان ورأت بعينيها ما حدث لأطفال ابن عبد الرحيم". مرثية أخرى لبورسعيد، الحاضرة دائما في ابداع حسين عبد الرحيم الذي يقوم على كتابة لا تحفل بالحكي التقليدي، بقدر ما تصنع منطقها الشعري الخاص جدا لدى سبر أغوار نفس سارد غريب الأطوار، ومدهش وصادم في الوقت نفسه. وسبق أن أصدر حسين عبد الرحيم منذ عام 2000 ثلاث روايات هي "عربة تجرها خيول"، و"ساحل الرياح"، و"المستبقي"، ومجموعة قصصية هي "المغيب".. وكتب سيناريو فيلم وثائقي عن بورسعيد، مسقط رأسه، بعنوان "قلب المدينة"، من إخراج مجدي فاروق، كما أصدر العام الماضي، بالاشتراك مع الروائي زين عبد الهادي، كتاب "شهادات الحب والحرب" عن سلسلة "ابداعات الثورة" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.