الجزائر - العرب اليوم
صدر للروائي الجزائري إسماعيل يبرير رواية بعنوان «مولى الحيرة»، وذلك بالتزامن في الجزائر وتونس ولبنان، وهذه الرواية هي العمل الروائي الرابع في سلسلة إصدارات يبرير الروائية تتناول، تفاصيل الحياة في حي شعبي قديم بمدينة الجلفة (300كم جنوب الجزائر)، مستعرضا مشاهد مؤثرة لعلاقة الإنسان بالأرض والتاريخ الجماعي الذي يخطه سكان البيوت الهشة (القرابة) في الضاحية الشمالية لهذه المدينة الواقعة بالهضاب العليا الجزائرية.
تبدأ الرواية من حكاية رجل ستيني عبر أزقة هذا الحي الذي كان نواة لتشكل المدينة، فتحول مع مرور الأيام إلى هامش لها.
ومثلما تحول حي «القرابة» إلى هامش للمدينة، تحول بطل الرواية هو الآخر إلى شخص مهمش لا يمثل سوى عينة بسيطة من طبقة واسعة من التائهين وسط زحمة الحياة، حيث يجد نفسه مجرد شاعر مفلس خانه الحظ في البروز، إضافة إلى كونه مناضلا يساريا تم نفيه في تسعينيات القرن الماضي إلى الضفة الأخرى من المدينة مشردا وتائها وسط أزقة «القرابة»
ومسكونا بذكرى «الخونية»، تلك المرأة الغريبة التي أثيرت حولها الكثير من الأساطير. وقد قام الروائي باختيار نصوص قصيرة بعناوين مستقلة داخل فصول الرواية تقوم كلها بتسليط الضوء على مسارات الحياة التي يتخذها إسماعيل يبرير لأبطال روايته عبر صفحات وصلت إلى 424 صفحة.
ومن الخيارات السردية التي راهن عليها صاحب «مولى الحيرة» إغناء متنه الروائي بالكثير من أشعار الحب والتصوف التي جاءت في الحوارات والمونولوجات المصاحبة للنص النثري، ما أعطى بعدا روحانيا للرواية، فضلا عن العمق السيكولوجي في وصف وتتبع الشخوص وانتهاج الواقعية في السرد.
ويعد إسماعيل يبرير (37 سنة) من الكتاب الجزائريين الشباب متعددي الميولات، فهو يكتب بالحماسة نفسها في المسرح والشعر والصحافة، وكان قد فاز سنة 2013 بجائزة الطيب صالح للرواية.