مهرجان القصة القصيرة

تضمن اليوم الأول من الملتقى الثاني للقصة القصيرة جدا الذي يستضيفه ثقافي المزة عددا من المشاركات القصصية تنوعت بين الاجتماعي والإنساني والوطني بمشاركة القاصين حسام الساحلي وعبد الوهاب محمد.

وألقى الساحلي عددا من القصص القصيرة جدا التي غلب عليها الطابع الوطني والإنساني مستخدما أسلوب الومضة وتكثيف العبارة ليصل إلى عاطفة المتلقي معتبرا أن الجندي الذي يقاتل عن الوطن هو الذي يحمي الكرامة نظرا لما يقدمه من تضحيات كقوله في قصة “أعراس وطن” ملأت الزغاريد الفضاء وتسللت نسمة هواء وطارت الورقة التي كان يرسم عليها باقي ساقه المبتورة .. بينما نهض الجندي متحديا .. مسح دمعته وتابع عرسه .. متعكزا على حب الوطن.

وفي قصته “جولان” دعا الساحلي إلى التمسك بالأرض والتضحية من أجلها عبر جذوة الحنين المتقدة والدموع التي تدل على بداية البشرى بالنصر متحديا رصاص العدو وغطرسته فقال:

وتساءلوا عن أخبار كرم التفاح الذي تركوا فيه أحلامهم .. أجابهم رصاص العدو .. فتفرقوا .. بينما ظلت الأرض وحدها تشكو لله جرحا نازفا .. قسم به السياج نصفي قلبها.

أما القاص محمد فغلب على القصص القصيرة جدا التي ألقاها طابع السخرية والتكثيف مشيرا إلى بعض عيوب المجتمع وايجابياته محاولا أن يوصل أفكاره بأسلوب أكثر سرعة كقول في قصته التي جاءت بعنوان “أعمى” ولد أعمى تماما .. لكنه في كل حديث يقنعك بوجهة نظره.

وفي قصته قطار الموت يسخر مما يدور على أرض الوطن من قتل وتدمير بفعل الموءامرات الدائرة على وطننا كقوله:

من محطة الوطن .. كان قطار الموت ينطلق مزدحما براكبيه ..وخلف النوافذ الصغيرة .. تدهشك مهارات قاطعي التذاكر.

في القصص القصيرة جدا التي قدمت على منبر ثقافي المزة محاولات فنية للتعبير عن مكنونات ذاتية وانسانية ضمن إطار القصص القصيرة جدا والذي يحتاج إلى كثير من الأسس لينتزع تسمية القص في حين يمكن الاكتفاء بتسمية ما يقدم بومضات أدبية.

كما حاول الكتاب أن يطرحوا عددا من الأفكار المختلفة والتي تتضمن أحيانا النقد الاجتماعي بشكل ساخر لكن دون الوصول إلى نتيجة بسبب عدم الاطلاع على ما ينشر من قصص على الساحة الأدبية.

يشار إلى أن الملتقى الثاني للقصة القصيرة جدا الذي تقيمه مديرية ثقافة دمشق يستمر حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة مجموعة من القاصين.