القاهرة ـ أ.ش.أ
صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة فرع ثقافة المنيا، رواية "أخبار قرية الباشا"، وهي الرواية الثالثة للدكتور شعبان عبد الحكيم محمد، بعد روايتيه "يوم عاصف جدًا"، و"دعوة مرفوضة"، وتعبر عن قضايا واقعها المتردي، في عصر تبدلت فيه القيم والمبادئ، وسادت المصالح، وغلب الصراع على الحب والتوافق والعطاء.
"قرية الباشا" تتبدل فيها القيم والمعايير لنرى قرية جديدة ينشأ في شرقها فندق الخواجة لوقا الذي خصص للصفقات المهمة من كبار رجال الأعمال، يأتون إليه في القوارب، ويدخلونه ليلا من النهر، فكل شيء يجرى في سرية، وتعيش القرية عصر الحضارة، بعد خلعها رداء الاحترام وأخلاق القرية، فنرى العمدة الذي يجرى وراء الثراء، يبيع أطيانه، من أجل بناء قرية سياحية، ليتزوج من أجنبية كما فعل أحمد الغنام الذي غرر به، ونصب عليه، لتكون نهايتهما الموت (العمدة من الحزن على ثروته وأحمد برصاص ابن العمدة انتقامًا منه).
كما نجد الذين يصابون بهوس الثراء الخادع من خلال البحث عن الآثار، يستدرجهم الشيخ المغربي، الذي يسلب أموالهم، وينتهك حرمة نسائهم، ونجد الفتاة التي تتزوج عرفيًا، ونجد الطبيب الذي يقوم بعمليات ترقيع، وابن نائب البرلمان الذي يغرر بفتاة أحد عمالهم، ونجد انتشار الخطيئة في هذا المجتمع في كل صورها، حتى المحامون الذين يبيعون ضمائرهم فلا ينصرون الحق، لتكون نهايتها الدمار بطبق طائر من أحد الكواكب الأخرى.
كما يقول الكاتب في نهايتها: "لا أستطيع دفن الجثث مخافة من انتشار المواد المشعة منها... فتهلكنى وتهلك من يدنو منى... جثث أهلي مرمية في الشوارع وقوات الأمن تقف على بعد كيلو متر محذرة الناس من القرب منهم... قرية ازدهت ولكنها عصت الله فكان هذا العقاب... يؤلمنى ما أرى... أتالم.... أتمزق من داخلى... ولكن ماذا أفعل؟!.... حتى دفن الجثث لا أستطيع".