المنامة ـ بنا
أشار سعادة السيد سلمان بن عيسى بن هندي محافظ محافظة المحرق الى أن الأجواء الرمضانية تتميز في محافظة المحرق بطابع خاص حيث نجد أوجه التواصل الاجتماعي الممتدة بين المجالس الشعبية والأهلية وبين جميع أطياف المجتمع من أطفال ورجال ونساء في أروع صورها ، فتتجسد معاني ثقافة التواصل المجتمعي الرمضاني لأهل البحرين ، حيث التواصل واللحمة الوطنية تتم بين مختلف مكونات المجتمع وطوائفه ومذاهبه في أجواء تطغى عليها المحبة والألفة والمودة والروحانية، كما يتم إحياء العادات والتقاليد الأصيلة من تزاور وتراحم وإخراج الصدقات والتوجه للمساجد لأداء .
صلاة التراويح وقيام الليل وإقامة " الغبقات " وتوزيع الأطعمة الرمضانية والإطباق البحرينية بين المنازل وإحياء ليالي القرقاعون والاحتفالات المصاحبة لها إلى جانب المسحر الذي ما تزال المحرق تحتفظ به كموروث شعبي وثقافي ، ويعبر فيه عن أجمل المظاهر التي نفخر بها وهي مظاهر الاحتفال بوداع شهر رمضان الكريم واستقبال عيد الفطر ، فنرى الشباب والأطفال في مسيرات تجوب الفرجان الشعبية والشوارع والمنازل المتقاربة والمحاذية لبعضها البعض ،و التي أبقت على الصبغة الاجتماعية الخاصة بها .
وقال محافظ المحرق ، نرى سوق المحرق القديم منتعش ومكتظ بالأهالي والزوار والسياح كونه يحتوي على العديد من المنتجات التي تعكس ثقافة البحرين والسلع الرمضانية إلى جانب الملابس التراثية التي تقتنى لليلة القرقاعون وهذا أهم ما تتميز به محافظة المحرق المعروفة بطابعها الشعبي الجميل ، فالمحرق كما يصفها المحافظ بأنها هي القلب النابض للبحرين فهي أم المدن .
واضاف سعادة السيد سلمان بن عيسى بن هندي قائلاً ، إن محافظة المحرق لا تزال تحتفظ بإرثها الثقافي والشعبي ، وأصبحنا نرى مدى انتشار المجالس الرمضانية بشكل كبير إلى جانب ظهور الخيام الرمضانية التي تستقطب الأطفال والشباب، كما بات الاحتفال بليلة القرقاعون احتفالا مهماً يحظى بمتابعة وحضور من قبل كافة أهالي المحافظات الأخرى وحتى الزوار الخليجيين الذين باتوا يفدون إلى محافظة المحرق وتحديدا منطقة السوق لمتابعة الاحتفالات الشعبية، هذا بالإضافة إلى إحياء مختلف المحاضرات والندوات الرمضانية سواء داخل هذه المجالس أو ضمن الجهات التي
تتولى تنظميها بغرض تثقيف الجمهور وزيادة الوعي والفائدة للناس .
وحول دور المجالس الرمضانية في لم شمل أهالي المحافظة ، فقد أشار سعادته؛ تساهم المجالس الرمضانية التي يقوم أصحابها بفتحها ليلياً سواء بشكل يومي أو أسبوعي في استقطاب أهالي المنطقة والزوار من خارجها، حيث يتم فيها مناقشة مختلف قضايا المجتمع والوطن التي تشغلهم إلى جانب شئون الدين ،وهنا يبرز دور المجالس في لّم الشمل ، وإبراز الرأي العام البحريني واتجاهاته كما إنها تساهم في ترسيخ الكثير من العادات والتقاليد عند النشأ والجيل الحديث فهي تقوم بدور المربي والمعلم الذي ينمي بذور المعرفة والتثقيف في نفوسهم . حاثا على استمرار المجالس وفتح
أبوابها لاستقطاب الأهالي وجمعهم وتوحيدهم على حب الوطن والولاء للقيادة وتداول القضايا الوطنية بكل رقي وحضارة ، ففي المجالس يتم دعوة عدد من المسئولين للرد على الملاحظات التي تطرح خلال المجلس مع السماح للمواطنين بالحرية والشفافية في الطرح وهو أمر يخدم المشروع الديمقراطي لجلالة الملك ويترجم توجيهات سمو رئيس الوزراء بتواصل المسئولين مع الأهالي وعقد اللقاءات المباشرة معهم .
وتابع سعادة السيد سلمان بن عيسى بن هندي بأن تميز شهر رمضان المبارك هذا العام باستقبال جلالة الملك المفدى لأهالي المحرق ونيلهم شرف السلام على جلالته ،وذلك في إطار لقاءات جلالته مع المواطنين من مختلف المحافظات الخمس ،واستمرت المحافظة في فتح المجلس الأسبوعي لمحافظة المحرق الذي يقام صباح كل يوم اثنين طيلة شهر رمضان المبارك بما يساهم في تعزيز ظاهرة المجالس الرمضانية التي تشكل جزءا من ثقافة وارث المجتمع البحريني .
كما تقوم محافظة المحرق بتنظيم العديد من الأنشطة التي تأتي تماشيا مع الأجواء الرمضانية الجميلة مثل حفل تكريم رواد العمل الوطني في مجلس بن هندي بالمحرق والذي يحظى برعاية وحضور من قبل أنجال صاحب السمو الشيخ علي بن خليفة بن سلمان آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء الموقر حيث توجه الدعوات إلى كبار رجالات المحرق وأبرز الشخصيات والعائلات المحرقية ويتم خلاله تكريم عدد من الشخصيات الرائدة والمتميزة في مجال العمل الوطني والذي يقع الاختيار عليها لتكريمها تقديرًا وعرفانًا لعطائها وإسهاماتها الجليلة في المجتمع إلى جانب تكريم الطلبة المتفوقين دراسيًا.
وفي الختام ، حث سعادته على الالتزام العبادات لما يعززه من عادات طيبة تتمثل في التواصل والتراحم والمحبة بين أفراد المجتمع ، داعيا إلى استغلال الشهر الفضيل بما يعود بالخير على الجميع و يساهم في خدمة الوطن والقيادة الرشيدة فشهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة وهو شهر يحث على الفضائل و العبادات ويشجع المسلمين كافة أن يكونوا شركاء في العطاء والعمل الخير وهو فرصة لتجديد الإيمان وتقويته الأمر الذي يعزز جوانب حب الوطن والإخلاص له وطاعة ولي الأمر والتكاتف وإرساء دعائم التعاون بين المسلمين داعيا المولى عز وجل أن يحفظ البحرين وقيادتها
وشعبها وان يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار .