تنظم ورشة الزيتون فى السادسة من مساء اليوم ندوة لمناقشة الرواية المترجمة "سجينة طهران" لمارينا نعمت ، ترجمة سهى الشامى وتقديم فاطمة ناعوت. المتحدثون:الكاتبة فاطمة ناعوت ومحمود الشاذلى وأسامة ريان، ويدير اللقاء الكاتبة سامية أبو زيد. الرواية صدرت مؤخرا عن دار كلمات للنشر والترجمة، بالتعاون مع دار هنداوى، وبطلة الرواية هى الصبية مارينا مرداى بخت، أو مارينا نعمت؛ فتاة مسيحية إيرانية من طهران، كانت تلميذة فى المرحلة الثانوية حينما بدأت رحلة عذابها، بعدما انتزعت من دفء الأسرة إلى صقيع سجن "إيفين" ووحشته، لتجرب ألوان التعذيب الوحشى، وتشهد كل يوم مقتل صبى أو صبية من ورود إيران النضرة، لم يبرحها الشعور بالإثم طوال سنوات حياتها، لأنها نجت حين مات كثيرون من رفقة الصبا وزملاء الدراسة فى مدرستها، ممن تجاسروا أن يقولوا: "لا" حين قال الآخرون: "نعم" وتلك كانت جزيرة وخطيئة فى حكم الملالى الإيرانى. ويضربها الوجع ويطاردها الشعور بالذنب كلما تذكرت أنها كان يجب أن تموت معهم، حيث ماتوا وحين قصفوا فى عمر الزهور البريئة، لولا شجرة الأقدار البديلة التى ترسم خيوط حياتنا على نحو لا يخلو من مصادفات وعبثية واعتباطية وافتقار للمنطق فى كثير من الأحيان، لهذا لم يبرحها يقين بأن حياتها تخص أولئك الموتى، أكثر مما تخصها هى، ولم يكن من سبيل إلى تحررها الذاتى من الأسر وانعتاق روحها من الوزر، إلا بتحرير تلك الذكريات من إسارها فى سجن روحها وخبيئة ذاكرتها، ومن ثم إخراجها للنور إلى حيث الذاكرة الكونية الجمعية، ذاكرات الناس، عبر هذه الرواية الجميلة، الموجعة؛ من أجل أن تطرحها أمام الرأى العالمى، فيعرف من لم يكن يعرف، ما يجب أن يعرف، من أسرار لم تخرج بعد من قلوب الذين قتلوا وعذبوا باسم الله. وتدور قصة مارينا منذ قبض عليها عام 1982، لتسكن معتقل "إيفين" وتعانى الأمرين عامين وشهرين عددا، مرورا بزواجها القسرى من جلادها الإسلامى الذى أحبها ولم تحبه، ثم إسلامها القسرى أيضا، ثم تحررها بمصرع الزوج على يد جلاد إسلامى آخر، ثم أخيرا، زواجها من خطيبها المسيحى القديم رفيق الصبا حبيبها الذى انتظرها وانتظرته، وحتى هروبها إلى كندا مع زوجها وطفلها عام 1991 .