الدوحة ـ قنا
افتتح الاربعاء بمركز الفنون البصريّة في الحي الثقافي (كتارا) "الملتقى الأول لفناني الخليج"، وذلك بحضور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وسعادة السيد إيد فيزي وزير الثقافة البريطاني وعدد من سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعدد كبير من الفنانين القطريين والمهتمين. ومن المقرر أن تمتد أعمال الملتقى إلى منتصف الشهر المقبل، حيث يشارك في الملتقى ستة من أهم الفنانيين ذوي التجارب المتميزة والفاعلة في المشهد الفني بدول مجلس التعاون وهم: من قطر الفنان سلمان المالك، ومن مملكة البحرين عمر الراشد، ومن الإمارات فاطمة لوتاه، ومن الكويت مي السعد، ومن سلطنة عمان حسن مير، ومن المملكة العربية السعودية محمد البحراوي. من جانبه، أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث أن الدوحة تثبت يوماً بعد الآخر أنها أصبحت إحدى أهم عواصم الثقافة العربية بقدرتها على تنظيم فعاليات عربية متميزة تضيف للحراك الثقافي العربي، لافتاً إلى أن هذا هو ما جعل الأمر غير مقصور على القطريين أو المقيمين بل إنه امتد إلى دول الخليج والعالم العربي. وصرح سعادته بأن هذا النجاح الذي تجلى منذ الليلة الأولى لأعمال الملتقى الأول لفناني دول مجلس التعاون والذي تقرر له أن يقام كل عامين كان مشجعاً لأخذ القرار بإقامة الملتقى سنويا، مشيراً إلى أن هذا الأمر من شأنه إثراء الحياة الثقافية. وأضاف سعادة الدكتور الكواري أنه "من الواضح أن الفن التشكيلي قطع شوطاً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي بصورة عامة وفي قطر بصورة خاصة" مثمنا استجابة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، للدعوة وحرص سعادتها على أن تكون في مقدمة الحضور، وهو ما اعتبره دافعاً قوياً للفنانين في قطر والمعنيين بهذا الجانب من جوانب الثقافة لبذل المزيد من الجهد. وأشار سعادته إلى أن تواجد وزير الثقافة البريطاني بافتتاح الملتقى أعطى بعداً عالمياً، وأن الفن التشكيلي الخليجي لا يقل عن ما تقدمه الساحة التشكيلية الأوروبية عموما والبريطانية خصوصا. من جانبها، أكدت الفنانة هنادي الدرويش أن الملتقى يسعى إلى تسليط الضوء على المشهد البصري الخليجي وما وصلت له الساحة التشكيلية الخليجية خلال الفترة الماضية، لافتة إلى أن أغلب الفنانين المشاركين لهم مشاركات عالمية بالخارج ومن حق المتلقى المحلي الاطلاع على تجاربهم، فضلاً عن مقصد رئيس من وراء هذا الملتقى وهو لمّ الشمل الخليجي عبر الساحة التشكيلية وكذلك الترويج لقطر من خلال فنانين عالميين يجوبون العالم، لاسيما وان الكثيرين منهم يزورون الدوحة للمرة الأولى. وقالت الفنانة الدرويش أن الملتقي يأتي أيضا في إطار السياسة العامة لوزارة الثقافة والفنون والتراث التي تقضي بضرورة تفعيل الاتفاقيات الثقافية التي تبنتها دول مجلس التعاون، ومن أهمها الحوار الثقافي والفني بين فناني الخليج والنظر في طرحها بشكل جديد ومبتكر. ويقام الملتقى في إطار ما تشهده منطقة الخليج من طفرة نوعيّة في مجال الفنون والثقافة يشهد لها العالم بأكمله، حيث تنتشر فنون الخليج في كافة البيناليات الدولية والمتاحف العالمية. ولقطر دور ريادي في هذا الحراك الثقافي الفنيّ الكبير من خلال مؤسساتها الفنيّة الكبيرة كهيئة متاحف قطر وبرامجها الداعمة للفنون البصريّة العالمية والتي تساهم في رفع سقف الوعي الفنيّ بشكل كبير، وكذلك برامج وزارة الثقافة والفنون والتراث من خلال معارضها المتنوعة بالداخل والخارج، بالإضافة إلى الفنانين القطريين الذين حصدوا العديد من جوائز بيناليات الخط العربي والبيناليات الدولية الأخرى، بحيث يتم توثيق ما تشهده دولة قطر وأشقاؤها من دول الخليج في مجال الفنون البصرية، ويتم دعمه من خلال عدد كبير من المشاريع المشتركة للتأكيد على أهمية دور الثقافة والفنون بين دول الخليج الأشقاء. ويُقدّم ملتقى الدوحة الأول لفناني الخليج بداية متميزة للحوار الخليجي الفني بين مبدعي الخليج في أكثر من محور. فبالإضافة إلى العرض المشترك هناك شهادات فنيّة تحدّث فيها كل فنان عن تجربته الفنيّة قبيل انطلاق الملتقى وهناك لوحة جماعية اشترك فيها أيضاً الفنانون الستة معًا في عمل فني كحوار من نوع مختلف، ويتميز هذا الملتقى بكونه إهداء للفنان الراحل جاسم الزيني حيث يُقام في الذكرى الأولى لرحيله