الدوحة - قنا
نظم مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة حمد بن خليفة، محاضرة عن فن العمارة الإسلامية تحت عنوان " العمارة والهوية "، ألقاها المعماري الدكتور عبد الواحد الوكيل، وأدارتها الدكتورة عائشة يوسف المناعي مدير المركز، وحضرها عدد كبير من الباحثين والمهتمين. وتحدث الدكتور الوكيل في بداية المحاضرة عن فقدان الهوية من خلال التخلي عن التقاليد، وأكد أن فقدان التقاليد يعني ضياع الهوية، حيث يعتبر التغيير جوهريا لدى جميع الكائنات الحية، وليس بمقدور الفنون الاستمرار دون حماية المؤسسات التي تعكسها وتدعمها في ذات الوقت، ويعتبر هذا تعايشا أساسيا بينهما. وقال :" إننا إذا سرنا عبر أية مدينة إسلامية تقليدية، من إندونيسيا إلى المغرب، مهما اختلفت البيئة الطبيعية أو المناخ ، فإن الذي يظهر للعيان حالا هو هويتها الإسلامية، وهذه الهوية تعتمد على وحدة واتساق الحضارة ومؤسساتها التقليدية بمبادئها". وأوضح أن جوهر العمارة التقليدية، وخاصة المباني المقدسة، تطورت عبر التاريخ من أشكال مرتبطة بالنظام الكوني، وبالتالي فإن الخطوة الأولى نحو استعادة الهوية المعمارية تكمن في تصحيح التقييم لأشكال هذه المباني التاريخية كنماذج للعمارة التقليدية الأصيلة؛ لأن الهوية تتطلب أن توضع في سياقها بين الماضي والحاضر، ولا يمكنها الصمود بمفردها. تجدر الإشارة إلى أن مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، والذي تتولى إدارته الدكتورة عائشة يوسف المناعي ، يقوم بالتعريف بإسهامات المسلمين في الحضارة عن طريق نشر ترجمات لأمهات الكتب في الحضارة الإسلامية في شتى جوانب العقيدة والشريعة والعلوم والمعارف العلمية والإنسانية. ويعمل المركز على التعريف بهذه الإسهامات بكل وسائل النشر في الدوائر الأكاديمية وبين القراء عامة، وعلى نطاق العالم بأسره عن طريق نشر هذه الكتب وإجراء البحوث وإقامة الندوات والمؤتمرات والمحاضرات. وقد قدم المركز منذ إنشائه عام 1983عشرين مجلدا في اللغة الإنجليزية تمثل أربعة عشر مؤلفا من أمهات الكتب في جوانب مختلفة من العلوم ، وحرص المركز على أن يكون لكل مؤلَّف بنيته العلمية المتميزة ومقدمته التي تعرف بالمؤلِّف وبكتابه وبأهميته، وتتم مراجعة تلك السلسلة أو القائمة باستمرار بالإضافة أو الحذف ، لاسيما وأن هناك عدة مؤسسات مهتمة بترجمة التراث الإسلامي، ويرصد المركز ذلك بصورة مستمرة. وقد اكتسبت إصدارات المركز إتقانا متميزا عرفت به وسمعة طيبة ومكانة مرموقة في الدوائر الأكاديمية والعلمية، وبين المهتمين بمعرفة الإسلام وإسهاماته في الحضارة الإنسانية.