دمشق - سانا
بمناسبة اليوم العالمي للمعوق أقامت وزارة الثقافة ظهر الاحد حفل تكريم للمتميزين في مجال الثقافة والأدب من ذوي الإعاقة الجسدية وذلك في المركز الثقافي العربي بالميدان حيث القى المميزون من الأدباء والشعراء بعض نصوصهم. وفي كلمتها أمام المكرمين قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح: "نحن في سورية لسنا بحاجة لمنظمات دولية تملي علينا مناسبات أو مواعيد حتى تكرم معوقينا فهذا التكريم وإن صادف في اليوم العالمي للمعوقين فنحن نكرم هؤلاء كل يوم في وطننا ولاسيما المبدعون الذين يتمتعون بقدرات أدبية وفكرية حيث تجاوز هؤلاء إعاقتهم وشكلوا رمزا مهما للآخرين". وأضافت وزيرة الثقافة: علينا جميعا أن نتعلم من هؤلاء الذين تجاوزونا في مقدراتهم وصبرهم كما انهم جعلونا ندرك كم نحن مقصرون بحق أنفسنا لأننا لا نملك قدرتهم على الصبر موضحة أن وزارة الثقافة تتواصل مع كل الجهات المعنية للبحث عن هؤلاء المبدعين المعوقين من أجل رعايتهم. وأعلنت مشوح عن قرار يقضي بطباعة قصائد الذين شاركوا في التكريم وكانت أعمالهم مميزة في كتب ودواوين في الهيئة العامة السورية للكتاب. وألقت إيمان ليلى رئيسة المركز الثقافي في الميدان كلمة ذوي الإعاقة الجسدية عبرت فيها عن تقديرها للوزارة التي اختارتها كونها من ذوي الإعاقة الجسدية فأصبحت رئيسة لمركز ثقافي يعتبر من أهم المراكز بدمشق موضحة انها تعمل بإصرار لتتجاوز هذه الظاهرة وها هي وصلت إلى كثير من أهدافها مقتدية بمن سبقها من المعوقين كأبي العلاء المعري وطه حسين وستثبت ان العقل هو الاقدر على تأدية ما يريده الانسان في كل المجالات. وبين بسام ديوب مدير المراكز الثقافية في وزارة الثقافة أن الوزارة تسلط من خلال هذا الحفل التكريمي الضوء على شريحة مهمة في المجتمع نظرا لضرورة اشراكها في المشهد الثقافي مشيرا إلى أن وزارة الثقافة قامت بهذه المبادرة وأعلنت عن خطوتها الأولى في تعيين رئيسة للمركز الثقافي في الميدان من ذوي الإعاقة الجسدية بعد أن أدركنا أنه لزاما علينا أن نقدر الإمكانات والقدرات التي يمتلكها هؤلاء ولاسيما أن من افتعلوا هذه الأزمة تسببوا بكثير من الإعاقات لأبناء سورية إضافة إلى ما فعلوه من حرق للمراكز الثقافية والمطبوعات والكتب والمنشورات التي فعلوا بها كما فعل هولاكو بمكتبات بغداد. أما الباحث غسان كلاس مدير ثقافة الطفل فرأى ان ظاهرة تكريم المبدعين من ذوي الاعاقات الجسدية تشكل تقدما نوعيا في إدخال ثقافة جديدة الى منظومتنا الثقافية تحمل تطلعات جديدة وتعبر عن مشاعر واحاسيس تؤدي الى معان اخرى ولاسيما ان وزيرة الثقافة أخذت قرارا بنشر ما يكتبه هؤلاء من ابداعات مميزة وهذا يعني اضافة ثقافة اخرى الى ما تنشره وزارة الثقافة. وبين الدكتور جهاد بكفلوني مدير التأليف والترجمة في وزارة الثقافة ان القصائد الشعرية التي القيت خلال حفل التكريم دلت على مواهب إبداعية حقيقية تذكر بإبداعاتنا العربية الأصيلة بما حوته تلك القصائد من جماليات تدل على مدى ثقافة هؤلاء واجتهادهم واهتمامهم بمواهبهم. كما ألقى الشاعر المكرم عبد اللطيف مقداد مجموعة من القصائد التي كتبها بأسلوب الشطرين عبر فيها عن مدى حبه لوطنه ومدى تصميمه على التطور والتجاوز والعمل على ثقافة أفضل فقال في قصيدته سنكون لهب كنت وأبقى لهب..أغني بالكلمات الأدب وأعانق شمسك يا وطن.. أجني من جنته الرطب. كما ألقى الشاعر فادي طالب قصيدة رحب فيها بالحضور وعبر عن ثقته بنفسه وبزملائه حيث وصف في كلماته الشعر ومحبة الناس وواجب العمل على تجاوز الإعاقات وإثبات الذات لأن العقل هو الأقوى وفي ذلك الأمر قال في قصيدته: القلب يتوق للقياكم ..والروح ترفرف بروءاكم والشعر أزاهير عبقت.. إذ نثرت فوق محياكم ولساني يعجز عن بوحي.. حيا العظماء وحياكم. كما وزعت وزيرة الثقافة وأمين فرع اتحاد شبيبة الثورة بدمشق وعدد من رجال الدين شهادات تقدير للمعوقين المبدعين في نهاية الحفل.