دمشق - سانا
طرح نادي القراءة في ثقافي جرمانا على طاولة النقاش لهذا الأسبوع رواية "الأسود يليق بك" للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي فكانت فكرة الرواية وأسلوب الكاتبة مدار نقد بين الشباب أعضاء النادي والباحثة إيمان حوراني. ولخصت حوراني فكرة الرواية على أنها قصة حب حصلت بين مطربة صاعدة أعجب بها أحد رجال الأعمال عندما رآها في حفلة ترتدي لباسا أسود فأرسل لها عبارة جميلة مكتوب عليها الأسود يليق بك إلى جانب ما أرسله من ورد ثم ابتكر فكرة تنظيم حفل واشترى كل بطاقاته وحضر الحفل بمفرده حيث استمع لتلك المطربة وخرج من الحفل دون أن يتحدث إليها. وتابعت حوراني ظل رجل الأعمال يتابع المغنية إلى أن حصلت بينهما قصة حب وفي النتيجة فكرت المطربة بمستقبلها وقررت أن تخرج من حياة هذا الرجل نهائياً كما أن مستغانمي كانت تستطرد بين الحين والآخر لتتكلم عن أحداث عاشتها الجزائر أيام الاستعمار وتداعيات وجود الاستعمار من الناحية الاجتماعية والوطنية. وقالت آلاء رزق الطالبة في كلية الحقوق "إن كتابات أحلام مستغانمي جديرة بالقراءة لذلك تستدعي التعامل معها بتكرار القراءة والعودة إلى ألفاظها الشاعرية التي تجعل القارئ يذهب معها ليتعرف إلى البيئات المختلفة والمتنوعة في مناخ الرواية وتكوينها البنيوي". من جهته قال عمار الموسى "إن القصة تميزت بتشابك الأحداث وتنوعها بما استنتجته أحلام مستغانمي من تداعيات الثورة في الريف الجزائري أيام وقعت الجزائر تحت وطأة القهر والاستعمار فتمكنت بأسلوب مشوق أن توافق بين مسارين في أحداث الرواية هما الحب والثورة وهذا يعتبر نجاحا فنيا بالنسبة للكاتبة". وعن رأيها باستخدام الكلمات العامية في النص الروائي قالت ندى رزق "من الضروري أن يبتعد الكاتب عن هذا الأسلوب لأن اللهجات المحلية والعامية لا تفهم إلا ضمن إطار البيئة التي تتكلم بها ولا سيما أن الكاتبة أضافت إلى العبارات العامية بعض الكلمات الفرنسية التي لا ضرورة لاستخدامها". ورفض الشاب سماح عليوي فكرة الاستطراد التي لجأت إليها مستغانمي في أسلوبها السردي لأن الاستطراد قد يشتت الموضوع ويشكك بأسلوب الكاتب وقدرته على التواصل أو رغبة الكاتب في دس أفكار قد لا تكون لها علاقة بموضوع الرواية. ورأت الشاعرة امال شلهوب أن الرواية هي من الأجناس الأدبية المطولة ومن حق مستغانمي أن تعمل على كسر روتين السرد الروائي ببعض الألفاظ العامية من أجل المحافظة على الإثارة والتشويق ولا سيما أن الرواية تحتمل أحداثا كثيرة وقد تمر بأزمنة مختلفة وطويلة. وعن الصور الكثيرة والتشبيهات المتتالية والإيحاءات رأت ندى رزق أن مثل هذا النوع من السرد الروائي لا يقترب من الواقع نهائيا وإن تميز بفنية عالية لأن قصة الحب التي ابتكرتها مستغانمي وأوجدتها لمجرد أن شابا أرسل لفتاة عبارة الأسود يليق بك فكانت بداية لحياة عاطفية هذه فكرة مرفوضة وتؤدي إلى تعبير عن ضعف المرأة كما أن كاتبة تمتلك من هذا الأسلوب المكثف والغني بالصور ليس صحيحا أن تستخدم عبارات من لهجات محلية وعامية تعمل من خلالها على تكريس التفرقة الاجتماعية والالتفاف حول لهجات متفرقة مما يضر بتطلعاتنا القومية.